2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
إدالي: ماذا قدمت هذه المهرجانات الضخمة للقضايا الحساسة ببلادنا؟

أعادت حملة المقاطعة التي يعرفها مهرجان موازين هذه السنة، نقاش مدى نجاعة تسيير السياسات الثقافية في المغرب إلى الواجهة، باعتباره نقاشا يستمد شرعيته من سلوك اجتماعي احتجاجي يتداخل فيه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في آن واحد، وهو الأمر الذي يحيل أيضا على تساؤلات كثيرة طرحها المتابعون المغاربة حول الإشعاع الثقافي الذي تضخ الدولة في سبيله المليارات من أموال دافعي الضرائب بصفة قد تكون مباشرة في تظاهرات ثقافية أخرى، وقد تكون غير مباشرة في أنشطة أخرى أيضا.
وفي هذا الصدد، أكد محسن إدالي، الخبير في السياسات الاجتماعية، والأستاذ الجامعي بجامعة بني ملال: “أن ثقافة المهرجانات هي ثقافة راقية، وهي أنشطة تدخل في إطار الهوية الإنسانية والاجتماعية للبشر والتي عرفها منذ الأزل، لكن المشكلة هو عندما يكون هناك تباعد بين فعل المهرجان كنشاط ثقافي، وما بين الغاية التي يمارس من أجلها، وهذا التباعد مع الأسف لمسناه في السنوات الأخيرة في بلادنا وهو ما يخلق نوعا من الأزمة على مستوى الثقافة، وأصبحنا غير قادرين على وضع هذه المهرجانات في غير سياقها، ونطرح تساؤلا ‘ماذا تضيف لنا هذه المهرجانات إن لم تكن تؤدي وظيفة التثقيف، والتنمية الاجتماعية، وما دورها؟” يتساءل المتحدث في تصريح لـ “آشكاين”.
ويضيف الخبير الاجتماعي في ذات السياق أن” هذه المهرجانات تكلف ميزانيات ضخمة وهذا يجب إعادة النظر فيه، لأن المهرجان لا يتطلب وليس من الضرورة أن تكون ميزانيته ضخمة، على اعتبار أن هناك مهرجانات في المغرب لا يصرف عليها كثيرا، وظلت تؤدي مهمة اجتماعية وثقافية كبيرة على مر السنوات التي اشتغلت فيها، وبالتالي يجب على من يرسم السياسات العمومية أن يصنف هذه المهرجات في إطار الأولويات الأخرى، لأننا نتساءل أيضا “ماذا قدمت هذه المهرجانات الضخمة للمدرسة العمومية وللمستشفيات ولكل القضايا التي تصنف ضمن الحساسة ببلادنا ؟”
وعن مدى نجاح هذه المهرجانات في انتشار الإشعاع الثقافي للمغرب، يقول الأستاذ الجامعي إن” هذا الأمر عادي من حيث المبدأ، وهو يؤدي مهمته لأن المهرجانات السنيمائية والمسرحية والندوات والمؤتمرات تساهم في الإشعاع الثقافي للمغرب، لكن الإشكال يكمن في تجاوز الغاية الثقافية للمهرجانات لأهداف أخرى ربما غير ثقافية، وأصبح معظمها مبتذل وانزلقت إلى اتجاه يبتعد عن الإشعاع الثقافي، وبالتالي يجب على المهرجان أن يكون قريبا من ثقافتنا ويحافظ على هويتنا الثقافية، علما أننا نعيش في عصر العولمة التي أصبحت تكرس لأزمة القيم الثقافية “، حسب تعبير إدالي.