لماذا وإلى أين ؟

هل تعيد شبيبة “البيجدي” بنكيران إلى الرئاسة؟

بعد مرور أسابيع قليلة عن انعقاد المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية، الذي رفض تمديد ولاية عبد الإله بنكيران على رأس الحزب الذي يقود الحكومة للولاية التشريعية الثانية على التوالي، تعقد شبيبة العدالة والتنمية، مؤتمرها الوطني السادس في بداية شهر فبراير القادم، تحت شعار، “نضال ووفاء من أجل الوطن والإرادة الشعبية”.

إن اختيار شبيبة “البيجدي” لهذا الشعار، في ظل التطورات التي عرفتها مرحلة ما بعد انتخابات 7 أكتوبر، ابتداء بـ”فشل بنكيران” في تشكيل الحكومة بسبب الشروط التي فرضها عليه حلفاؤه الذين كان يتزعمهم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الذي تم تنصيبه خلفا لصلاح الدين مزوار، ما تبع ذلك من إعفاء الملك محمد السادس لبنكيران من مهمته، وتكليف سعد الدين العثماني بدلا عنه، وتشكيله للأغلبية الحكومية في ظرف قياسي، وصولا إلى انتصار ما سمي بـ”تيار الإستوزار”، على “تيار بنكيران”، يحمل دلالة سياسية كبيرة، تعكس تأثر الشبيبة بوضع الحزب، وتوحي بشكل كاشف عن انحيازها إلى “تيار بنكيران”، خاصة أن عددا كبيرا من قيادات الشبيبة، أمثال: أمينة ماء العينين، ومحمد خيي الخمليشي، عرفوا بخرجاتهم الداعمة لبنكيران سواء خلال “البلوكاج الحكومي”، أو قبل وأثناء مؤتمر منع بنكيران من الاستمرار على رأس “البيجدي”.”.

في هذا الصدد، اعتبر عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، تحفظ عن ذكر اسمه، في تصريح لجريدة “آشكاين”، أن أهم المهام التي سوف ينجزها مؤتمر السادس لشبيبة تكمن في العمل على تهييء الظروف لعودة عبد الإله بنكيران إلى رئاسة الحزب في المرحلة المقبلة”، مضيفا أن “هناك شبه إجماع داخل هياكل الشبيبة على دعم الخط الذي وضعه بنكيران”.

وأردف المصدر، أن “النكوص الذي يعرفه المغرب على جميع المستويات، خصوصا ما حدث في المشهد السياسي بعد عزل بنكيران، وما تلاه من عزل لوزراء آخرين ضريبة على تحالفهم مع بنكيران”، يتطلب الوفاء للقيم والتضحية والصمود التي شهدها تشكيل الحكومة في وجه المستبدين، ويستوجب الاستمرار في طريق نضال لتحصين المكتسبات الايجابية للوطن والإرادة الشعبية، وصد كل التراجعات التي من شأنها أن ترجعنا إلى سنوات قبل دستور 2011”. يضيف ذات المصدر.

لا يمكن أن تقع…

ومن جهته، أجاب محمد الطويل، ممثل الشباب بالأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عن سؤال جريدة “آشكاين”، حول مدى إمكانية تبني شبيبة الحزب في مؤتمرها القادم، لقرارات مناقضة للقرارات التي أفرزها مؤتمر رفض تمديد ولاية بنكيران، قائلا: ” الشبيبة ملتزمة بالاختيارات والتوجهات الكبرى للحزب وتموقعاته”، مضيفا أن “القانون يحدد لها مجالا للاشتغال”.

واسترسل، الطويل، “الشبيبة لا يمكنها أن تكون حزبا داخل الحزب، بقدر ما أنها تقوم بتمرير اختيارات هذا الأخير في المجال الشبابي”، وزاد، أما بالنسبة “للتوجهات العامة والقراءات الكبرى فالشبيبة منضبطة لمسار الحزب ومواقفه المبدئية وحتى مواقفه المرحلية”، وأردف، “لا أتوقع أنه من الممكن أن تقع شبيبة العدالة والتنمية، فيما وقعت فيه شبيبة حزبية أخرى”. مشيرا في ذات الصدد، إلى أن حزب العدالة والتنمية الآن سوف ينخرط في ورش للحوار الداخلي الوطني من أجل التدقيق في مقتضيات قرائته للواقع السياسي الحالي”.

واعتبر النائب البرلماني، أن الدلالة التي يحملها شعار مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية، تكمن في أن “الشبيبة تتموقع في صف الدفاع عن الاختيارات الديمقراطية وعلى الوطن، بانحياز واضح وتام لعقود من الزمن”، مؤكدا أن “الشبيبة تقدر أنه حصل نوع من التذبذب في مسار الديمقراطي للبلاد باعتبار أن هناك مجموعة من الممانعات في التيارات الشعبية والديمقراطية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، والتي أدت إلى هذا الارتباك السياسي الذي شهدناه في مرحلة البلوكاج وبعده”.

وأشار عضو المكتب الوطني لشبيبة “البيجدي”، إلى أن “رفع هذا الشعار، نضال ووفاء من أجل الوطن والإرادة الشعبية، في هذه اللحظة يؤكد تمسك الشبيبة بالخيار الديمقراطي كثابت من ثوابت الدستور”، معتبرا أن هذا “النهج هو الذي يمكنه الدفع بتقدم البلاد في تكريس استقرارها السياسي والاجتماعي والدفع قدما بكل الأوراش التنموية التي من المفروض أن تنخرط فيها البلاد لا يمكن أن تتم إلا باحترام إرادة الشعب واحترام ثوابت الوطن التاريخية والشرعية والمؤسساتية”.

وأضاف الطويل، أن المؤتمر السادس لشبيبة العدالة والتنمية جاء في سياق “حالات المراوحة السياسية الحاصلة، واتخاذ موقف واضح منها وهو موقف الصمود والممانعة للدفاع عن اختيارات الشعب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x