2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ألقى عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مساء أمس الجمعة الدرس الافتتاحي لـــ”بيت الصحافة” بمدينة طنجة، وهذا تقليد محمود حافظ البيت على تنظيمه سنويا بداية كل دخول إعلامي جديد.
و كان موضوع الدرس الافتتاحي الذي قدمه بوصوف هو الإعلام و الهجرة، حيث تطرق المحاضر في مداخلته لأهمية دور الإعلام في كشف الحقائق المُهْملة أو المخفية خلال الحديث عن موضوع الهجرة، و اعتبر أن ما يتم تسويقه في الإعلام لا يُصور إلا الجوانب السلبية للهجرة، لا سيما خلال الحديث عن المهاجرين الأفارقة بأروبا، إلى درجةٍ وصل معها الإعلام إلى تصوير الهجرة كموجة مُخيفة و ظاهرة تحمل التهديد .
و في المقابل، رأى الدكتور بوصوف أن الهجرة أمر واقع، وهو وضع يستفيد منه الطرفان، بلد المصدر و بلد الاستقبال، مؤكدا أن المغرب لم يعد مصدرا للهجرة بل تحول أيضا إلى بلد مستقبل للهجرة.
و تحدث بوصوف عما اعتبره غيابا لإعلام متخصص في الهجرة، حيث اعتبر أن المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة تتطلب عملا إعلاميا محترفا، و في هذا السياق انتقد المحاضر الوضع المتسم بانعدام مرافقة الإعلام العمومي لقضايا الهجرة المتنوعة و الاكتفاء، في أحسن الأحوال، بمجرد فقرات يتيمة تتضمنها النشرات الإخبارية في مناسبات معينة، حيث دعا إلى إيلاء الأهمية اللازمة للأمر اعتبارا لكون الهجرة موضوعا يستحق المتابعة الدقيقة و تصويره من زوايا مختلفة حتى تكتمل الصورة عن قضاياه في أبعادها الاقتصادية، الإجتماعية، الدينية و الهوياتبة بشكل عام.
و نبه بوصوف، في محاضرته الافتتاحية للتأثيرات الناتجة عن سهولة نشر الأخبار الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، بحيث يتم من خلالها نشر يكرس الصور النمطية و المشوهة عن واقع الهجرة، ولا تعكس ، في الغالب، سوى الجانب المظلم، داعيا الإعلام إلى تطوير أدائه بشكل تخصصي إزاء موضوع الهجرة حتى يبرز الحقيقة غير المشوهة عنها.