2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
دموع رونالدو

سليمة فراجي
كثيرا ما يعتقد البعض ان البقاء في القمة امر مسلم به ، في تجاهل تام لنظرية التقهقر بعد الازدهار ، وهذا حال العديد من الامم التي عرفت عصورا ذهبية قبل عصور الانحطاط .
لكن وعلى حد تعبير الشاعر الاندلسي ابي البقاء الرندي :
وهذه الدار لا تبقي على احد
ولا يدوم على اي حال لها شأن
فإن دخول اللاعب النجم رونالدو في الشوط الثاني مفاده ان الاستعلاء والغرور قد يدفعان بمن سطع نجمه الى استصغار الاخرين او تجاهل قدراتهم ، ليس فقط بسبب تغول الأنا والنفخ الاعلامي وانما بسبب النجاحات المتكررة التي تكسب الثقة في النفس !
طبعا عزمه على خوض المباراة في الشوط الثاني كانت اعلانا لنوايا هزيمة المنتخب المغربي وكأن لسان حاله كان يقول: تركت لكم الصغار يبارزونكم وسيحققون الفوز ولكن ما دام تسجيل الهدف كان من طرف الخصم سأريكم اية قوة أحتمي بها !
كان من الاجدر بلاعب كبير كان ولا زال محبوبا من طرف الجميع الا يغامر بالدخول في الشوط الثاني ما دام المنتخب المغربي سجل الهدف الاول بل حطم رقما قياسيا في الارتقاء بالكرة من 2،58 الى 2،78 ، وطبعا تركزت تعليمات المدرب المغربي على تشديد الدفاع على حساب الهجوم ،خصوصا وان حارس المرمى ياسين بونو اثبت خلال المباريات السابقة دفاعا شرسا عن شباكه باستماتة وثقة في النفس ، وان ضربات الجزاء مع المنتخب الاسباني اثبتت ذلك ، لذلك ما كان على النجم البرتغالي الذي سلب عقول الرجال وقلوب الفتيات ان يغامر بماضيه العتيد ليشارك منتخب بلده في الشوط الثاني ليكون شاهدا على الهزيمة وهو فارس فريقه !!!
فعلا هي دموع اذرفها من قبله كل من كان في القمة وهوى !
واستحضر يوما نصحت فيه احد الاصدقاء الا يترشح لكونه فاز في انتخابات مهنية لولايتين ، لكنه ترشح بثقة في النفس متناسيا قوة الخصوم فلم يفز وبذلك فقد ذلك التوهج الذي ما كان ليفقده لو لم يترشح وبقي محافظا على تاريخه !
الم يذرف الدموع السابقون ، وسيذرفها اللاحقون لان دوام الحال محال ولو دام الكرسي لغيرك لما آل اليك ، وان للدنيا قوة ضرب خارقة تهز عرش السعداء و وتنزلهم من القمم الى الحضيض وترفع شأن من كان علية القوم يعتبرونه في حكم العدم واللاشيء !
الم يبك الملك عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، بكاء النساء ، ليطوى صفحة سبعة قرون من الوجود الإسلامى في الاندلس ؟
واستحضر اقوال وحكم الامين العام السابق لحزب الاصالة والمعاصرة الدكتور بيد الله لما كان الحزب في أوج مجده : اياكم ان تصابوا بالزهو والغرور ، فالطريق شاق وطويل !
لذلك يجب ان نعرف انفسنا وذواتنا ونعترف باخطائنا ونقط ضعفنا ونستمر في بذل المجهودات في جميع الميادين دون زهو او غرور ، لانه ما لأحوال الدنيا دوام
مع تحياتي للنجم البرتغالي رونالدو الذي اكن له كل التقدير والاحترام والاعجاب والذي اعطى الكثير للعالم الكروي ويبقى اسطورة عصره.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
يبدو أن كاتبة الموضوع خارجة عن الموضوع تماما ولا تدري ماذا يحدث, اللاعب رونالدو كان يريد اللعب في بداية هذه المباراة وكذلك المباريات التي سبقتها, فالمدرب البرتغالي هو من فرض على رونالدو الجلوس في كراسي الاحتياط ورفض اقحامه منذ البداية, وهو ما تسبب في ازمة بينه وبين المدرب, كما ان اللاعب رونالدو ليس مغرورا ولم يستصغر يوما اللاعبين المغاربة ولا المنتخب الوطني المغربي.