لماذا وإلى أين ؟

نتائج “المحاباة” في امتحان “المحاماة”

ياسين الحسناوي

بقدر ما يؤكد الكثير من الناس على أنها مهنة، تعلمت من أساتذة محامين أن “المحاماة رسالة”، وبقدر سمو هذه الرسالة رافق نتائج الاختبار الكتابي الأخير جدلٌ تجاوز المتضريين متسرباً عبر تدوينات منددة نشرتها حسابات أساتذة جامعيين وصحافيين وعدد من الفاعلين في مختلف الميادين.

نتائج بدت للجميع أن منسوب “المحاباة” فيها يفوق الكفاءة القانونية المطلوبة، التبريرات التي يطلقها البعض كون بعض الاسماء التي يترأسها إبن وزير العدل عبد اللطيف وهبي (من حقه الولوج للمهنة شريطة توفر تكافؤ الفرص)، ومعها رئيسة مجلس عمالة تمارة اعتماد الزاهيدي، أضف إليها البرلمانية آمنة ماء العينين وآخرون.

لا يمكن لأحد الحجر على هذه الأسماء في حقها للباس البذلة السوداء، إسوة بمئات الآلاف من الاساتذة في كل هيئات المغرب، ولكن الغير مفهوم هو صمت كل هذه الأطراف بما فيها الاسماء المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا الوزير عبد اللطيف وهبي خرج مدافعاً عن التهم الموجهة إليه، فهو محامٍ أولاً ووزير عدل ثانياً يعني أنه يفهم جداً معنى “المتهم بريء حتى تثبت إدانته” ولكنه لحدود بداية هذا الاسبوع لم يخرج عن صمته!

عودة إلى بعض الأسماء والتي سأتحدث عنها من منطق الشخصية العمومية أو أنها إسم معروف على المستوى الوطني بعيداً عن أي قصد تشهيري أو ما شابه.

لنتحدث أولاً عن إعتماد الزاهيدي، أبرز أسماء الميركاتو السياسي الذي لا يحدث إلا في المغرب، من حزب العدالة والتنمية القائد لحكومتين إلى حزب التجمع الوطني للاحرار الذي كان قبل الانتخابات المرشح الأول لتصدر الانتخابات، وبالفعل كذلك كان، إعتماد إعتمدت على رؤيتها الثاقبة التي ابصرت من خلالها مصالحها الشخصية، فولجت سلك الدكتوراه بكلية العلوم القانونية والسياسية بجامعة الحسن الاول سطات في عهد إدارة وضعها سعد الدين العثماني بزواج كاثوليكي مع حزب الحركة الشعبية، وهاهي السيدة اعتماد لا تقوم بواجبها في إطار إستكمال مسار التكوين المحددة بنص دفتر الضوابط البيداغوية المنظم لسلك الدكتوراه، وفجأة طلع البدر علينا، وكانت اعتماد ضمن الاسماء الناجحة في الاختبار الكتابي لمهنة المحاماة.

الاسم الثاني الذي أقف عنده وهو آمنة ماء العينين الاسم البارز في صفوف حزب العدالة والتنمية في العقد الأخير، وهي التي اثارت الجدل بولوجها سلك الدكتوراه بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، وقبل ماستر حقوق الإنسان بكلية الحقوق أگدال قادمة إليه من كلية الآداب، اليوم هل نأتمن آمنة لحمل رسالة المحاماة والدفاع عن الحقوق المهضومة للموكلين، وهل تقبل آمنة هذه النتائج وهل مقتنعة أن إسمها لم يكن مفضلاً عند لجنة التصحيح، هذه اللجنة في إعتقادي هي التي تستحق العقاب بسبب هذه التلاعبات.

وأما ابن الوزير عبد اللطيف وهبي لا أعلم إلى اين يريد أن يصل هذا الوزير بتعاليه وبإعتباره المغرب ملكاً له، وهاهو في أول ايام استوزاره سقط في فضيح “تقاشر” موظف وزارة الثقافة، وآخرها نتائج المحاباة وبين ذاك اليوم وهذا اليوم عودوا إلى قناة حميد المهداوي وهو يعدد سقطاته.

إن ثمة استهداف لهذه المهنة الضاربة في عمق التاريخ، أتذكر نتائج الفوج السابق لقد كانت نسبة النجاح مرتفعة جداً، لا يهم هل تسجل الجميع أم لا، ما يهم ان من يستحق حاز على شهادة الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، وحتى من لا يستحق لقد كان له نصيب من شهادة الأهلية هذه النسبة في اعتقادي ما هي إلا محاولة لاغراق هذه المهنة وافراغها من عمقها.

صحافي وباحث في العلوم السياسية

الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x