2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

محمد حداش*
الى رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب ، السيد عبد الواحد الأنصاري.
تعلم علم اليقين :
– أن جموع المحاميات و المحامون خاضوا معارك طويلة النفس دفاعا عن سمعة المحاماة و اعتبارها و مكانتها التاريخية كرسالة أممية و كمهنة حرة و مستقلة عن السلط التنفيذية و القضائية و التشريعية منذ أن وجدت ، و كرسوا ذلك في مؤتمراتهم عبر التوصيات التي لا زال أرشيفهم يحتفظ بها، كما تحفظها مرافعاتهم في القضايا الكبرى و الحساسة التي عرفتها بلادنا، و التي لا زالت ذاكرة التاريخ تصونها و ردهات المحاكم تردد صداها ، في زمن كان الرصاص و الجمر عنوان تاريخ مأسوف عليه، و الذي لم تطوه الذاكرة رغم ما سمي بالصلح التاريخي .
– و أن هته الملاحم و تلك الأدبيات، بكل أبعادها المهنية و النضالية، ملزمة لكل من فاز بشرف تمثيل المحاميات و المحامون كيفما كان مستوى هذا التمثيل، ملزم بتمثلها في سلوكه و تصريحاته و خطواته المهنية و غير المهنية ، لا يحيد عنها و لا يتصرف فيها تحت أي ظرف كان ، و أن يتصدر المعارك التي يخوضها المهنيون دفاعا عن رسالتهم و منافحا عنها، بالاشكال النضالية التي يقضتيها الظرف، بالاعتصام و المقاضاة و التواصل الاعلامي و التفاوض الذكي و الحريص ، و الدبلوماسية النظيفة، دون أدنى التفات للمصالح الشخصية أو إنصات لصوت المقاعد و المناصب أو استسلام لاغراءاتها.
– و أنك شهدت و شاهدت رفقة أعضاء مكتبك ما تعرضت له مهنة المحاماة و لا تزال من تحرش سادي قادته السلطة التنفيذية في شخص وزير العدل و شركاؤه المعلومون لديك و لدينا ، بغاية إعادة هيكلتها بما يؤمن التحكم فيها والسيطرة على أنفاسها و قطع دابرها النضالى و عزلها عن قضايا المجتمع و همومه و تحويلها إلى تجمع تقنوقراطي يوظف الحيثية القانونية لمن يدفع أكثر، سواء من خلال مقتضيات قانون المالية الذي أريد من خلاله تحويل المحامي و المحامية إلى جابي و جابية يتحسسون جيوب المواطنات و المواطنين لفائدة إدارة الضرائب باستخلاص ضرائب غير عادلة بل و غير مشروعة كما هو الحال بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة مثلا . أو من خلال قانون للمهنة يحول المهنيين إلى جنود برتب مختلفة لا تفهم الا بوصفها أداة لتجديد التحكم و السيطرة على نفسها الحقوقي.
– و أنك شهدت و شاهدت ما تعرضنا له في معركتين بطولتين خضنا أولهما بمناسبة الجائحة و ما ترتب عنها من منعنا تحت أنظارك و أنظار مكتبك من ولوج المحاكم ، و ثانيتهما بمناسبة قانون المالية السيء الذكر .
و أنك شهدت و شاهدت الإساءة البليغة التي تعرضنا لها من طرف أصحاب البلاغات ، الذين سميناهم بتجار الأزمات، و من طرف الخرجات غير المسؤولة لبعض من سبق للمحامون أن شرفوهم بتمثيلهم للأسف الشديد، و من طرف من حرروا بعض المقالات المشبوهة للنيل منا و من مهنة المحاماة.
و أنك شهدت و شاهدت محاولات وزير العدل المخزية للايقاع بنا في خندق يعادي حق أبناء الشعب المغربي في الولوج إلى المهنة ، متهما إياك شخصيا ، و المحامون بالضغط عليه.
و أنك شهدت و شاهدت و وقفت على فضيحة التسريبات التي صاحبت الامتحان الكتابي الأخير ، التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي بالصورة البينة.
و أنك وقفت على ما صاحب ذلك من فضائح ، أصبح يعرفها القاصي و الداني و الإعلام الدولي حتى.
و مع ذلك بلعت لسانك اللهم من بلاغات ضبط النفس و ما يجري مجراها ، بل و وفرت الغطاء الذي كان يحتاجه الوزير للتمادي و الامعان في اذلالنا في كل مناسبة بل و حتى بدونها.
لكل ما سبق ، و لأسباب أخرى تعرفها ، شكلت في مجملها عجزك و عجز مكتبك عن الوفاء بالقسم و بشرف الانتماء.
أعلن أنا الأستاذ محمد حداش المحامي بهيئة القنيطرة ، و العضو بجمعيتها العمومية ، أنني لا أتشرف بتمثيلك ل، و سأعمل بكل ما في وسعي ، و في إطار ما يسمح لي به القانون ، من أجل ازاحتك أنت و أمثالك عن هياكل مهنتنا.
و بيننا الميدان .
*محامي بهيئة القنيطرة
الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
أنا مجرد مواطن عادي. أحيي الأستاذ محمد حداش على موقفه هذا . و أضيف ، لقد دقت ساعة الكشف عن المواقف . فإما أن يكون المرء مع الغالبية العظمى للمواطنين المقهورين أو يكون ضدهم ، ولا يوجد موقف يتوسطهما . وتحية لكل غيور على هذا الوطن العزيز.
تحية نضالية للمحامي المناضل الشريف حداش ..كل التضامن أيها الرائع…
لا للوصوليين الإنتهازيين، مسامير المائدة !!!!!
وشهد شاهد من أهلها