لماذا وإلى أين ؟

هجرة الشباب العرب إلى الضفة الأخرى

علي او عمو 

لا أحد يحب الهجرة من وطنه أبَداً و لكن عندما لا يجد شُغلاً و لا حياةً كريمةً في وطنه المُسْتَوْلى عليه و المسلوب سَتُصبِحُ الهجرة مَشروعَةً و لا شكّ في مشروعيتِها .. إلقاء القبض، على الشباب الذي ينوي الهجرة إلى أوروبا و الغرب عامّة بحثاً عن الشُّغل، هذا الأسلوب هو ما تُتْقِنُه الأنظمة العربية في حق مواطنين منزوعي الحقوق في أوطانهم التي تُنْهَبُ ثرواتُها و تُسْرَقُ أمام أعيُنِهم.

المُقاربة الأَمنية ليستْ حلّاً يا أنظمة و التُّهَمُ التي تُوَجّهُ إلى هؤلاء الشباب كاذِبَة و كاذبة و لا أساس لها من الصحة، هؤلاء يريدون الهجرة إلى بلدان الحرية و العدالة الاجتماعية، فما العيبُ في ذلك؟

ذلك أنَّ حقوق شريحة واسعة من المجتمعات العربية تعيش تحت خط الفقر رغم أنّ هذه البلدان زاخرةٌ بثرواتٍ طبيعية هائلة من مناجم كثيرة للذهب و الفضة و النحاس و الفوسفاط و غيرها من المعادن بالإضافة إلى الثروات السمكيّة التي تُصدَّر إلى الدول الأجنبية بأثمانٍ جدّ باهضه، و لكن عائدات هذه الثروات و هي بالبلايين من الدولارات لا يُعرف مصيرُها، تُنْهَب بطُرُقٍ شيطانيَّة من طَرَف “ثُلَّةٍ” مُنضويَّةٍ تحت لواء الحَصانَة لا تُراقَب و لا تُحاسَبُ.

تُكدِّس هذه الأموال في البنوك الأجنبيّة (سويسرا و بَنَما….) و غيرهما، هذه “الثُّلّة” تعيش حياة الرفاهيّة، قصورٌ فخمة و سيارات فارِهة و فيلّات آية في الرّوْعة و الجَمال بالإضافة إلى اقتناء قصور جدّ فاخرة في البلدان الأجنبية، في اليونان و في المكسيك … بين الأنهار و البحار و الخِلجان، في أحضان الطبيعة الخلّابة، كلّ هذا من ثروات و خيرات البلدان التي حُرِمتْ شعوبُها منها .

متى سَتستَيقِظ هذه الشعوب من سُباتِها العميق لإزالة هؤلاء الطُّغاةِ الفاسدين المُفسِدين الذي فقَّروا شعوبَهم و جوَّعوها و جهَّلوها ..

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
علي او عمو
المعلق(ة)
4 مارس 2023 20:49

المُعضلة الكبرى هي هجرة الأدمغة العربية إلى البدان الغربية من أجل العمل لكون هذه البلدان تدرك ، و منذ أمد بعيد ، أن أساس التقدّم و الإزدهار يرتكز على العنصر البشري و الكفاءات العلمية التي تُساهم في النموّ الاقتصاديّ ، و نظراً لاهتمامها بالصناعات الحديثة المتطوّرة فهي تحتاج إلى المزيد من العقول العلمية فوجدتها في البلدان التي لا تهتم بمواردها البشرية من أجل الارتقاء ببلدانها ، الشيء الذي غفل عنه المسؤولون في الدول العربية التي تسير وفق النهج السياسي العالمي الديمقراطي .

احمد
المعلق(ة)
1 مارس 2023 12:34

الطامة الكبرى هي ان الدول الغربية اصبحت لا تقبل اي هجرة، وتختار من المهاجرين خيرة الاطر المتعلمة التي تحتاجها وتترك لاوطننا غير المتعلمين الذين يبقون عالة على اسرهم وعلى المجتمع.

البقالي
المعلق(ة)
28 فبراير 2023 23:55

..ستزول بالقدرة الإلهية ويوم يحن أجلهم ..فلاداعي للقلق ولاتتعجبوا من حكمة وأمر الله ..فمدبرها حكيم ..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x