2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته هذه الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.
وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.
وسنتطرق في هذه الحلقة الأولى من سلسلة “معارك الصحراء“، إلى أحد أهم المعارك الفاصلة في تاريخ المقاومة الصحراوية جنوب المملكة، وهي “معركة الدشيرة” والتي تكبد فيها المستعمر الإسباني خسائر مادية وجسدية فادحة، بلغت مئات القتلى رغم تسلح جيشه بعتاد عسكري متطور تمكنت المقاومة من سلبه إياه.
تاريخ وموقع المعركة
قال قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري، إن “معركة الدشيرة واحدة من المعارك البطولية التي خاضها أبناء الأقاليم الجنوبية من المملكة، والتي وقعت يوم 13 يناير 1958 بمركز الدشيرة على الضفة الشمالية الشرقية لواد الساقية الحمراء”.
وأوضح الحمري الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “هذه المنطقة معروفة بوعورة تضاريسها وصعوبة الولوج إليها، وهي المنطقة التي اختارها أعضاء جيش التحرير للتربص بمجموعة من الإسبانيين، حيث وقعت هذه المعركة بين أعضاء جيش التحرير، والذين يتكونون من كافة قبائل الصحراء ومجموعة من الفيالق العسكرية”.
ويرى المتحدث أن “هذه المعركة البطولية التاريخية تدل على التحام وشمولية نظرة جيش التحرير لمسألة الاستقلال والوحدة الترابية، من خلال نتائج هذه المعركة، والتي قادها القائد صالح بن عسو، ودحان الركيبي، ومحمود ولد بريف الركيبي، ولحسين ولد خطاري ،ومحمد ولد بلركيبي، البشير ولد الحسن، الخطاط محمد فاضل وعبد الله الخطاط، الدويهي بابا، أحمد سالم ولد جاعا، محمد الغالي ولد خطور، وإبراهيم اليلي”.
معركة فاصلة استعمل فيها الإسبان أسلحة متطورة
واعتبر الحمري أن “هذه المعركة كانت فاصلة في سلسلة الأحداث، حيث تمكن فيها رجال جيش التحرير من سحق المئات من جنود الاحتلال الإسباني المدججة بأحدث الأسلحة والمحصنة بوسائل الدفاع الجوية المتطورة”، موردا أن “العدو استعمل آنذاك السيارات المصفحة والدبابات والطائرات ومدافع الهاون”.
12 ساعة قتال كلفت الإسبان 600 جندي
وأشار إلى وقائح المعركة بدأت عندما “كانت قوات الاحتلال خارجة من مدينة العيون فاصطدمت بفرقة من جيش التحرير بمنطقة الدشيرة الواقعة على بعد حوالي 20 كيلومترا من مدينة العيون، وعلى بعد حوالي 40 كيلومترا من تافودارت”.
وأردف أن “هذه المعركة الطاحنة دارت لمدة 12 ساعة، امتدت من الساعة 8 صباحا إلى الساعة السابعة مساء، وكانت خسائر العدو فادحة، حيث بلغ عدد قتلى جيش الاحتلال الإسباني 600 جندي وضابط، وتم غنم مجموعة من الأسلحة منها البنادق والرشاشات والمسدسات وأجهزة الاتصال، كما تم حرق مجموعة من السيارات التابعة للجيش الإسباني، وفي المقابل استشهد 12 شهيدا من أعضاء جيش التحرير رحمهم الله جميعا”. أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
المغرب ركز كتيرا على الجانب السياسي والديبلوماسي لكن لم يهتم كتيرا بما يعزز هذه الجوانب من توثيق للروابط التي كانت تربط اهل الصحراء بمغربهم، وبالاحداث والمعارك التي كان يلتحم فيها اهل الشمال بأهل الجنوب عبر جيش التحرير الذي سجل ملاحم بطولية في تحرير المغرب شمالا وجنوبا. حتى يعرف لقطاء البولوزاريو الذين يتبجحون بالنضال، ماذا قدم المغاربة لتحرير الصحراء من تضحيات قبل المسيرة الخضراء والتي لم تكن سوى تتويج لبطولات سبقتها .