2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“تِقْبُورِين ن سُوس”.. عِندما اتُّـهِــمَ حِــزبُ الإستقلال بخيـــانةِ الأكــاديريين

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.
الحلقة الثالثة: إتهام حزب الإستقلال بخيانة الأكاديريين
علاقة حزب الإستقلال بالأكاديريين ومنطقة سوس عامة بدأت سنة 1946، عندما قرر مجموعة من رجالات المدينة الذين كانوا يجتمعون فيما بينهم ويتذاكرون في شؤون المدينة والوطن بصفة عامة، الإنضمام إلى العمل الحزبي عبر تنظيم سياسي يتوافق مع أفكارهم كمجموعة، وتَكوَّن وفد من سكان أكادير واتصلوا بقادة حزب الشورى والإستقلال الذين استقبلوهم استقبالا حارا و تناولوا معهم وجبة الغذاء.
بعدها ذهب الوفد إلى لقاء قادة حزب الإستقلال، واستقبلوا من بعض قادته فقط. وبقدر ما أعجب الأكاديريون بحفاوة الإستقبال من طرف قادة حزب الشورى، بقدر ما أعجبهم برنامج حزب الإستقلال وأفكاره، خاصة أنه يتبنى بعض الأفكار الثورية خلافا لأفكار حزب الشورى التي كانت في الغالب مسالمة. لذا قرر الوفد الإنضمام إلى حزب الإستقلال.
وعندها اختار حزب الإستقلال كُلًّا من أحمد والحاج وعباس القباج من أكادير ليكونا في ما كان يسمى المجلس الأعلى للحزب. لكن سرعان ما خيب الحزب آمال الأكاديريين إذ لم يؤمن بالأفكار التي آمنوا بها، وفق مجموعة من المؤلفات التاريخية، منها مؤلف “ذاكرة أكادير في القرن العشرين”. ومن هذه الأفكار، أن فرنسا لن تخرج من المغرب إلا بقوة السلاح والحرب والمقاومة المسلحة، أما المفاوضات والإحتجاجات و الإستنكارات فلن توصل المغرب لشيء كما يرى الأكاديريون.
وحينها، أكد وفد أكادير لقيادة حزب الإستقلال، أنهم يعرفون فرنسا جيدا وهم أكثر الناس علما بدسائس السلطات الفرنسية، مشددين على أن فرنسا لا تبدي مساوئها الحقيقية وإنما تخدعهم بالأماني الكاذبة وتمنيهم بالإصلاحات التي لن تتحقق أبدا. لكن قادة حزب “الميزان” لم يقتنعوا برؤية أهل أكادير، فقرر هؤلاء أن يسلكوا طريقا غير طريق الحزب وهي المقاومة المسلحة، وحينها اتهموا الحزب بالخيانة والتخلي عن المبادئ والأفكار الثورية.
الحلقة الأولى: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. نجاة الملك الحسن الثاني من موتٍ مُحقَّق بأكــادير
الحلقة الثانية: تِقْبُورِين ن سُوس .. عندما انخرط الأكاديريين في الحزب الشيوعي الفرنسي بالمغرب