“تِقْبُورِين ن سُوس” .. طواف “السرباية” بقنينات الخمر حول شوارع أكادير (صور)

محـمـد دنيـــا الأحد 2 أبريل 2023 - 18:00

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.

الحلقة 10: سباق “السرباية” يطوف بقنينات الخمر شوارع بأكادير

تاريخ مدينة أكادير حافل بالأحداث المثيرة والمتميزة. وفي بحثنا لإعداد هذه السلسلة نكتشف في كل مرة حدثا يستحق أن تسلط عليه الأضواء ونجعله في متناول القراء حتى ننفض جميعا الغبار عن تاريخنا الجماعي. في هذه الحلقة نبرز أحد أبرز الأحداث الرياضية التي كان أكادير ساحة لها، ويتعلق الأمر بسباق ندلاء المقاهي والمطاعم والفنادق “السرباية”.

السباق المشار إليه كان ينظم من طرف شركات الخمور، منها “ريكار”، “روماز” و”بيرجير” في الخمسينيات من القرن الماضي، بتعاون مع نقابة الإرشاد السياحي بأكادير وأرباب المطاعم والفنادق. وكان ينطلق إما من حي تالبورجت في اتجاه المدينة الجديدة “مارينا” مرورا بالمقاهي والحانات التي توجد في الشوارع التي يمرون بها، أو العكس.

إذا كان السباق في الصيف، فإن “السرباية” التسابقون يرتدون سروالا أسودا وعليه وزرة بيضاء وقميصا أبيضا وعليه “جيلي” في اللون الأسود، مع ربطة عنق من نوع الفراشة. أما إذا كان السباق في فصل الشتاء فاللباس يبقى نفسه مع ارتداء بدلة بيضاء بدل “الجيلي” في اللون الأسود.

وبخصوص مسار السباق، فإن اللجنة المنظمة تمنح لكل “سرباي” متسابق “صينية” وفيها ثلاثة كؤوس فارغة وقنينة خمر مغلقة بسدادة الفلين مع قنينة ماء وعلبة عود ثقاب وماسح الطاولات “الشيفون”، فينطلق السباق من أمام مقهى وبار الذي كان يسمى حينئد “كوكدور” قرب مركز الشرطة في اتجاه شارع القصرية ثم المرور من أمام سينما ريكس فساحة الباشا ثم ساحة تالبورجت حيث يجدون الزبناء في فندق “لابي”.

وعلى كل “سرباي” أن يتجه إلى أحد الزبناء ويشعل له سجارة بأحد أعواد الثقاب التي معه وهو واقف حامل “الصينية” التي تضم الأشياء التي ذكرنا سلفا، ثم يتجه المتسابقون صوب حانة “براسري سوس” التي توجد في الطابق الأرضي لعمارة “لاساطاس”، وللوصول إليها يجب عليك أن تخطو 80 درجة.

وهناك داخل الحانة، يجد كل “سرباي” ثلاثة زبناء في انتظاره، ليناولهم الخمر الذي يحمله؛ بعد إزالة السدادة بمزيلة السدادات، ثم يصب في كل كأس من الكؤوس الثلاث التي يحملها مقدارا من الخمر ويخلله بالماء ثم يناوله للزبون. بعد ذلك يتجه المتسابقون صوب حانة “رامبوان” التي توجد بفندق “مرحبا”، حيث يجدون طاولات متسخة، وعلى كل واحد منهم أن ينظف إحداها، قبل أن يتجه المتسابقون صوب شارع “نيكولاي باكي” حيث ينتظر كل واحد منهم ثلاثة زبناء عليهم أن يتسلموا منهم طلبات لوجبة ليحملوها إلى السيدة “كوليت جيجير” وصديقتها “مارتين” اللتين تنتظراهم في حانة “دو ماشي” في “مارينا” لتتسلما منهم طلبات الزبناء.

وهذا السباق متعة من بدايته إلى نهايته، حيث تقع طرائف وحوادث مضحكة، من قبيل سقوط القنينات والكؤوس للمتسابق أو سقوط هو نفسه، ولا يصل إلى نهاية السباق إلا عدد قليل من المتسابقين نظرا للصعوبات التي تكتنف المسار. أما الجوائز فتعطى البدلة لكل متسابق، مع مبلغ 200 درهما للفائز، ومبلغ 150 للوصيف، و100 للحاصل على المرتبة الثالثة.