2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
العالمُ السُفلي.. قصَّـة تفكيك مدرسة لتدريب ربابنة طائرات تهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا

“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات في شمال المغرب.
من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروف للعامة وبعضها خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب.
بعد عملتين فاشلتين لتهريب المخدرات من طنجة نحو إسبانيا، عبر طائرات صغيرة، والجدل الذي أثارته حول عمليات سابقة ناجحة من المنطقة ذاتها التي فشلت فيها العمليتان وسقطت فيها الطائرتان اللتان كان يقودهما إسباني وكولومبي، أدى التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا إلى تفكيك شبكة للتهريب الدولي للمخدرات، ينشط بين أفرادها مغاربة، وتتوفر على مدرسة لتدريب ربابنة طائرات تهريب الحشيش بين المغرب وإسبانيا.
إليكم القصة :
15 أكتوبر من سنة 2021، قام الحرس المدني الإسباني بتفكيك شبكة من مهربي المخدرات الذين أقاموا “مدرسة تجريبية” لتدريب طيارين خاصين بهم، وخاصة من أمريكا اللاتينية، الذين كانوا مسؤولين عن إدخال كميات كبيرة من الحشيش من المغرب إلى إسبانيا بطائرات صغيرة ومروحيات.
العملية التي أطلق عليها الاسم الحركي، “ليمونيروس”، مكنت الحرس المدني الإسباني من القبض على 41 شخصًا من بينهم مغاربة، كما تم حجز حوالي 1300 كيلوغرام من الحشيش، بالإضافة إلى أربع طائرات و مروحيات وكتيبات طيران ومداهمة مزرعة للماريجوانا في لوس بالاسيوس بإشبيلية.
انطلاق العملية
انطلقت العملية في سبتمبر 2019، بعدما مكن التعاون الأمني المغربي الإسباني في مجال مكافحة تهريب المخدرات، من تزويد مصالح الحرس المدني بجميع المعلومات حول حادث تحطم طائرة صغيرة في طنجة كان قائدها مواطنا إسبانيا، فضلا عن حادث سقوط طائرة ثانية، كان ربانها مواطنا كولومبيا.
كما في نوفمبر من سنة 2019، أحبط أعوان الحرس المدني المكلفون بالتحقيق مخبأً يحتوي على 420 كيلوغراماً من الحشيش في طائرة قادمة من المغرب، واعتقلوا طاقمها المكون من شخصين.
شبكة تهريب المخدرات كانت تبحث عن طائرات مستعملة وقطع غيار ولهذا كان لديها مجموعة من ميكانيكي الطيران تحت إمرتها. كما كان بين أفرادها طيارون إسبان، كما جلبوا أيضًا طيارين جددًا من أمريكا اللاتينية، وخاصة المكسيك و كولومبيا، الذين قاموا بتدريبهم، على قيادة طائرات صغيرة ذات مقعدين.
سنتان من البحث
خلال العامين اللذين استمر فيهما التحقيق، عُرف أن أعضاء الشبكة تعرضوا لحادثين جويين كبيرين على الأقل، الأول لطيار كولومبي في مدينة طنجة، والثاني في 9 سبتمبر من العام الجاري، حيث قبض على الطيار الذي يحمل الجنسية الإسبانية في رحلة ليلية في طنجة أيضًا.
وكانت المنظمة تتوفر على سبع طائرات -طائرتان مروحيتان وخمس طائرات صغيرة- وبالإضافة إلى “المدرسة التجريبية” ومجموعة من الميكانيكيين، كان لديهم أماكن لإخفاء الأجهزة، بالإضافة إلى مدارج سرية، بعضها مموه، حتى لا يتم كشفه من طرف مروحيات الحرس المدني.
كما علم الحرس المدني أن أحد أفرع التنظيم، والذي كان يتزعمه مغربي كان يدخل الحشيش عن طريق البحر، واعتقل في يونيو الماضي أربعة أشخاص وضبط 750 كيلوغرامًا من الحشيش قبالة سواحل هويلبا.
اعتقالات
بتفويض من المحكمة الإبتدائية والتعليمات رقم 4 لسانلوكار لا مايور (إشبيلية)، أفضت العملية الأمنية عن إجراء 24 عملية تفتيش في مورسيا وتوليدو وكاسيريس وهويلفا وإشبيلية، حيث تمت مصادرة 120 كيلوغرامًا آخر من الحشيش.
وفي كارتايا (هويلفا)، تم توقيف القائد المزعوم للمجموعة في منزل فخم، وفي إشبيلية تم القبض على رئيس العمليات الخاص بالشبكة والذي يزعم أنه من أصول مغربية.