2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.
وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.
وسنتطرق في الحلقة 12 من سلسلة “معارك الصحراء“، إلى “معركة المسَيّد”، والتي تمكن فيها المقاومون منطرد المستعمر الإسباني الذي كان يستعمل الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة مخلفا 120 قتيلا.
موقه وتاريخ المعركة
يروي لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري، أن “مركــز المسَيّد، يقع بمنطقة المسَيّد على الضفة الغربية لواد الساقية الحمراء على بعد حوالي 18 كلم تقريبا من مدينة العيون”.
وأوضح الحمري في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “البنية التضاريسية للمنطقة تتشكل من كثبان رملية تتخللها بعض الجداول التي تنخفض في اتجاه الوادي، وهي منطقة جافة تصلح للرعي فقط، والمصدر الوحيد للماء هو البئر الموجودة هناك والتي تستعمل للشرب و الماشية”.
وتعتبر منطقة المسَيّد نقطة استراتيجية وحيوية هامة نظرا لوجود الماء بها بالبئر السلفة الذكر، ولأنها تقع في منطقة بين الدشيرة وتافودارت والعيون، ولأنها شكلت إحدى النقط التي كانت تتمركز فيها قوات جيش التحرير وتراقب من خلالها تحركات القوات الاستعمارية”.
وأضاف أن “معركة المسَيّد في 22 من دجنبر 1957، قدها صالح بن عســو، حيث استطاع المقاومون أن يلحقوا بالقوات الاستعمارية خسائر كبيرة، كما استشهد ستة مقاومين من أفراد جيش التحرير وهم : الأمين بن إبراهيم بن الباز، محمد فاضل ولد الخليفة ولد سيد أحمد، الحسين بن علي سالم، بوجمعة بن عبد الرحمن، مبارك بن الحسين بن أحمَاد أهمو، وإبراهيم بن مبارك بن جامع”.
كرونولوجيا الاشتباك
وحسب شهادات المقاومين المشاركين في المعركة، يورد الحمري، فقد “كانت فرقة من جيش التحرير متمركزة بالمسَيّد فباغتتها القوات الاسبانية واشتبكت معها عدة ساعات. ثم انسحبت فرقة جيش التحرير بعد أن ألحقت بالعدو خسائر في الأرواح والجرحى، وقد استشهد 5 مجاهدين، واعتقل مقاومان”.
وأكدت نفس المصادر أن “معركة المسَيّد وقعت في 22 دجنبر 1957، بعد الهجوم على مدينة العيون، وبينما كانت الفرق الإسبانية التي شاركت في هذا الهجوم تأخذ قسطا من الراحة بمركزها المقام بمنطقة المسَيّد، إذا بسرية المراقبة التابعة للمقاطعة التاسعة، والتي كانت تقوم بمهامها في المنطقة، تكتشف قوات إسبانية ضخمة مكونة مما يزيد عن سبعين سيارة ومدعمة بالطيران وبالأسلحة الثقيلة و الطويلة المدى تشق طريقها نحو مركز المقاطعة التاسعة بالمسَيّد “.
و أردفت أنه “كان يقود هذه القوات الإسبانية الجنرال “لويس بيخو”، فكانت المواجهة عنيفة ولم يجد العدو مقاومة كالتي وجدها من المقاومين أثناء هذه المعركة التي ابتدأت من الساعة السابعة صباحا، وحوالي الساعة العاشرة انتقل المقاومون من وضعية الدفاع عن مواقعهم إلى الهجوم على مواقع العدو الذي أصبح يتراجع إلى الوراء أمام بسالة المقاومين، رغم ما لدى العدو من عتاد وسلاح متطور، بينما كان المقاومون يحاربون ببنادق عادية وأربع رشاشات فقط، إلا أن إيمانهم بقضيتهم جعل منهم قوة لا تقهر”.
وتقول رواية المقاومين أنه “تصاعد دخان سيارات العدو المحروقة، وتراجعت الجيوش الإسبانية بمئات الأمتار عن مواقعها الأولى، فيما جيش التحرير يلاحقها من كل الجهات، ولم تخمد نار المعركة إلا في الساعة الرابعة بعد الزوال، حيث لاذت القوات الإسبانية بالفرار تاركة في الميدان أزيد من 120 قتيلا وست سيارات وعربات محطمة، وغنم المقاومون ستة رشاشات، ومسدس من عيار 9 ملم، وأكيس تضم ستة آلاف رصاصة من مختلف العيارات/ كما استشهد ستة رجال من صفوف جيش التحرير”. أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
الحلقات السابقة:
“معارك الصحراء”: معركةُ الدشيرة..حينما سحقت المقاومة 600 جندي إسباني و سلبتهم عتادا متطورا
“معاركُ الصحراء”: معركةُ العركوب البطـــولية
“معارك الصحراء”: معركة لَكْلاتْ التي أسقطت فيها المُقاومة طائرة المُستعمر
معارك الصحراء: معركة تافودارت الأولى..نجاةُ المقاومة من قصف جوي لعشر طائرات إسبانية
معارك الصحراء: معركة تافودارت الثانية..35 طائرة حربية تقصف معقل المقاومة لأسبوع كامل
معارك الصحراء: معركة الرّغَيْـوَة؛ عندما أسَرَت المقاومة ضابطا فرنسيا وسلمته للملك محمد الخامس
“معارك الصحراء”: معركة وادي الصفا..استعمالُ الجيش الفرنسي أسلحةً ثقيلة لمُواجهة المقاوم
“معارك الصحراء”: معركة طريق السّدْرَة بقيادة صالح بن عسو
“معارك الصحراء”: معركة لَمْحَاجِيب ..المُستعمر يشنُّ غارات جوية على 200 فرد من المُقاومة
“معارك الصحراء”: معركة الشاطئ..المقاومة تباغث الإسبان بشاطئ العيون وتقتل 30 جنديا
“معارك الصحراء”: معركة مركالة..حينما قتلت المُقاومة 60 جنديا فرنسيا قرب تيندوف
ان المغرب مقصر في نشر هذه الملاحم التي تكشف عورات البوليزاريو وغريمته الجزائر، إن المعارك العادلة لا تربح بالديبلوماسية لوحدها، ان لم تواكبها الديبلوماسية الاقتصادية التقافية والفنية وقد حان الوقت لتترجم هذه الملاحم الى افلام بمعايير دولية تسوق الى العالم.