2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“تِقْبُورِين ن سُوس”.. هكذا بدأت تجارة “التهريب” بأكادير

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.
الحلقة 15: تجارة “التهريب” بأكادير
لم تكن التجارة بأكادير في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية تقتصر إلا على السلع التي كانت تدخل المدينة من الميناء وتسلم للتجار حسب الحصة المحددة لهم من قسم الإقتصاد في الإدارة الترابية، ليتم توزيعها بمختلف مناطق سوس.
لكن بداية من سنة 1948 ظهر نوع آخر من التجارة بأكادير عرف بتجارة “التهريب” أو ما يعرف بـ”تراباندو”. حيث كانت هذه السلع المهربة تأتي من ثلاثة مصادر، يتعلق الأول بالقاعدة الجوية الأمريكية التي كانت بالمدينة (استغلت في الحرب العالمية الثانية بعد دخول أمريكا)، حيث يبيع جنودها السلع التي تسلم لهم. وكان عدد من الوسطاء يشترون السلع المشار إليها لدى الجنود ويروجونها داخل المدينة.
أما المصدر الثاني للسلع المهربة، فهو البواخر التي تحمل السلع إلى ميناء المدينة، والتي تكون محملة بعلب السجائر والخمور؛ خاصة “الويسكي”، الحلويات وغيرها من السلع التي تلقى إقبالا لدى العديد من سكان أكادير. فيما يتعلق بالمصدر الثالث للسلع المهربة فهي السلع التي تسلم للوسطاء من قبل السلطات من أجل توزيعها في مناطق خارج سوس.
ويقوم هؤلاء الوسطاء بإرجاعها إلى أكادير بعد أن يتم تسجيل أصولها في المراكز التي أرسلت إليها، وغالبا ما يكون هناك تواطؤ بين الوسطاء والمسؤولين على المركز، وبالتالي يتم إعادة تلك السلع إلى أكادير حيث تباع بثمن أغلى لاحتياج المدينة إليها، خاصة أن ما يوزع فيها غير كاف.
من أشهر من كان يروج السلع المهربة؛ خاصة السجائر والخمور، سكان حي فونتي، الذين كان عمل أغلبهم مرتبطا بالبحر، ولهم علاقة بأرباب البواخر الأجنبية التي تدخل ميناء المدينة.
ما جعل تجارة التهريب تلقى رواجا بأكادير، هو الخصاص الذي يعاني منه السكان الوافدون على المدينة، الذين لا يملكون بطاقة التموين فيما يتعلق بالمواد الغذائية.
الحلقة 1: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. نجاة الملك الحسن الثاني من موتٍ مُحقَّق بأكــادير
الحلقة 2: تِقْبُورِين ن سُوس .. عندما انخرط الأكاديريين في الحزب الشيوعي الفرنسي بالمغرب
الحلقة 3: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. عِندما اتُّـهِــمَ حِــزبُ الإستقلال بخيـــانةِ الأكــاديريين
الحلقة 5: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. الجيش المغربي يقود “الطوبيسات” في أكادير
الحلقة 6: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. “عمر ن الثلاثا” أشهر متسول في تاريخ أكادير
الحلقة 7: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. دعارة في قاعات السينما بأكادير
الحلقة 8: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. “با البهجة” أول “مول السندويتشات” في تاريخ أكادير
الحلقة 9: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. عندما تم منع “بيلماون” بأكادير بسبب مواطنة فرنسية حامل
الحلقة 10: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. طواف “السرباية” بقنينات الخمر حول شوارع أكادير (صور)
الحلقة 11: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. ترحم الفرنسيون على بحارة أكادير بالورود والخمور (صورة)
الحلقة 12: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. كرنفال الجالية الأوروبية بأكادير الذي طمسه التاريخ
الحلقة 13: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. تُـجار سوس يمنحون محمد الخامس سيارةً فاخــرة (صور)
الحلقة 14: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. قصة عام “البون” بأكادير