العالمُ السُفلي.. قصة “إل يايو” من سباق الزوارق إلى عرّاب شبكة لتهريب المُخدرات

“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات بين شمال المغرب وإسبانيا.

من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروف للعامة وبعضها خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب وأيضا إسبانيا.

إليكم قصة اليوم :

ظهرت صورته لأول مرة على حساب تويتر الخاص بالشرطة الوطنية الإسبانية، شاب أدهم في مقتبل شبابه، رجل أعمال من هويلبا معروف باسم “إل يايو”، زعيم إحدى شبكات تهريب المخدرات الرئيسية من المغرب نحو إسبانيا، والذي تمكن من الفرار في عملية أمنية كبيرة.

يلقي هروب “إل يايو” بظلاله على عملية أمنية كبيرة انتهت بـتوقيف 14 معتقلاً ، و ضبط خمسة أطنان من الحشيش، وستة زوارق، وزلاجات نفاثة، وأسلحة نارية، وطائرة مروحية، وطائرة صغيرة.

يوم الخميس 12 يوليوز من سنة 2017، كان يوم تنفيذ العملية التي تعاونت فيها جميع قوات الشرطة و مصلحة الضرائب بتعاون مع مصالح الأمن بالمغرب، وأسفرت عن سقوط واحدة من أهم المنظمات الإجرامية في شبه الجزيرة الإيببرية والتي كانت تنشط في تهريب أطنان من الحشيش بين المغرب وإسبانيا. لكن الشوكة التي لا تزال منغرسة، هي هروب زعيمها “إل يايو”.

هو أحد البارونات القدامى في عالم تهريب المخدرات. وقد حُكم عليه لأول مرة في عام 2009 بما مجموعه 11 عامًا في حكمين منفصلين. هناك كانت نهاية مسيرته الرياضية القصيرة. فقد كان سيرجيو خيسوس مورا كاراسكو بطلا في المجال الرياضي، برعاية علامات تجارية مهمة، بينما كان “إل يايو” في عالم الحشيش.

لقد برع المعني في المنافسة المعروفة باسم “Formula 1 of the sea” كطيار سريع للزوارق من الفئة الثالثة. تألقت إنجازاته في المجال الرياضي في عناوين الأخبار، لكن فقط عندما كان يستعد للقفز إلى فئة أسرع، الفئة الأولى لسباق الزوارق، ليصبح أول سائق إسباني في التاريخ على أعلى مستوى، تم توقيفه من طرف مصالح الأمن التي كانت تلاحقه منذ فترة طويلة، ليضع ذلك حدا لمسيرته الرياضية.

كانت الشرطة تراقبه عن كثب لسنوات عديدة  و وفقًا للحسابات الصادرة عن مصلحة الضرائب، أصبح يمتلك أصولًا بقيمة 30 مليون يورو نيابة عن أطراف ثالثة. و يعود سجل سوابقه إلى حين كان قاصرًا، حيث اعتقل بتهم سرقة مركبة ، احتيال ، تزوير وثائق واللائحة طويلة.

انتهى الأمر ب”إل يايو” في السجن لوقوفه وراء مخبأين للحشيش تمت مداهتمهما في عامي 2002 و 2006. وحُكم عليه في عام 2007 بالسجن لمدة أربع سنوات وستة أشهر. في فبراير 2009، أصبح هذا الحكم نهائيًا و دخل السجن. في ذلك الوقت، كان قد حُكم عليه بالفعل بالسجن لمدة سبع سنوات بسبب مخبأ آخر للحشيش، وقد استأنف الحكم. تلك السنوات الإحدى عشر في السجن كان “إل يايو” سجينًا متحفظًا ومتعاونًا، حيث كان لديه مهارة عالية، كما يقول أولئك الذين يعرفونه عن كثب، في العلاقات العامة وأنه أحد “البارونات” القلائل الذين لا يستعملون المخدرات التي يبيعونها.

خرج “إل يايو” من السجن عام 2015، ليجد أن شبكة تهريب المخدرات التي كان يعمل ضمنها قد نمت أعمالها، وكانت لا تزال قوية وتنتشر إلى غاية منطقة “ألغارفي” في جنوب البرتغال.

ليصبح “إل يايو” زعيم مسار الحشيش المذكور من خلال تحصيله على بضائع كبار تجار المخدرات في المغرب، وملئ جيوبهم بالمال، ناهيك عن تقديمه لرشاوى مهمة لعناصر من الشرطة والحرس المدني الإسباني.

تمكن مورا من الفرار من الشرطة بطائرة هليكوبتر في هروب على طريقة هوليوود، من مزرعة في هويلفا المعروفة بأنها مكان فاخر يستعمله للاحتفالات والاجتماعات. حيث دامت العملية التي كادت تطيح ب إل يايو” زهاء عامين و رصدت مداخل مهمة من الحشيش المغربي عبر نهر بيدراس دي كارتايا (هويلفا) باستخدام نظام نقل متطور، وهواتف مشفرة، ونظام حماية من نوع “Paralimit” ، يُزعم أن المافيا الروسية تديره. كانت عصابة “إل يايو” على وشك القيام بقفزة نوعية في نشاطها الإجرامي. إذ كانوا في طريقهم لافتتاح، نادي طيران مخدرات، والذي سيسمح لهم بإدخال الكوكايين عبر الطائرات البحرية.

وكانت العملية الأمنية المذكورة، الأقرب إلى إلقاء القبض على عراب المخدرات من هويلفا ويزعم أن لديه نظام حماية وأمن معقد يبقيه في حالة تأهب كل دقيقة. حيث يقال أنه فرّ بواسطة طائرة الهيليكوبتر واتجه نحو شمال المغرب حيث توارى عن الأنظار إلى غاية عودته لاستكمال نشاطه.