لماذا وإلى أين ؟

“معـارك الصحراء”: أوسرد..آيت بعمران يُعلنون عصيانا مدنيا ضد الإسبان لإلحاق إفني بالمغرب

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.

وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.

سنتطرق في الحلقة 17 من سلسلة “معارك الصحراء“،  إلى “معركة أوسرد“، عندما انسحبت قوات المستعمر الإسباني من المنطقة بعدما اشتد عليها الخناق واجتها قبيلة آيت باعمران بالعصيان المدني مطالبة إلحاق سيدي إفني بالمغرب.

سياق المعركة

يروي لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري،  نقلا عن شهادات حية استقاها فضاء الذاكرة من مقاومين، أن  “أحداث أوسرد ليست في واقع الأمر معركة بل هي مجرد انسحاب للقوات الاسبانية من هذا المركز”.

وأشارت المصادر إلى أن “هذا الانسحاب يأتي في إطار سياسة إسبانيا للتراجع عن المراكز الصغرى للتمركز في المدن المهمة، وبذلك اقتصر وجودها على المدن الكبرى بالجنوب”.

موردا أنه “حينما رفض الاستعمار الإسباني تصفية الاستعمار بالأقاليم الصحراوية خاض جيش التحرير المغربي معارك ضارية ضد قوات الاحتلال، حتى انكمش الوجود العسكري الإسباني، في حين لم تحقق الاتصالات في بداية 1957 أي شيء يذكر”.

عصيان مدني

“في 16 نونبر 1957″، تقول رواية المشاركين في الموقعة، أنه “قد اندلعت حوادث في إيفني بين سكان قبيلة آيت باعمران والقوات الإسبانية و طالبوا بإلحاق المنطقة بالمغرب، حيث ساند جيش التحرير في الجنوب الجماهير الشعبية فأعلنت العصيان وردت إسبانيا بقنبلة المنطقة وتعزيز جيوشها في شهر نونبر، عندما كان جـلالة المغفور له محمد الخامس في واشنطن، حيث قام بأول زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية”.

و استرسل المصدر نفسه، أنه “في 13 و 14 من نفس الشهر هوجمت ثلاث مراكز إسبانية في وادي الذهب، ومـركز بطرفاية وآخر في رأس بوجدور، ومركز آخر في الساقية الحمراء، وأصبح الوجود الإسباني برمته في خطر، وألحق جيش التحرير الوطني بقوات الإحتلال الإسباني خسائر فادحة”.

وشدد المتحدثون على أنه “أمام الزحف المغربي لجأ الإسبان إلى سياسة التراجع و الاحتماء، في نقط محددة بالأقاليم الصحراوية خاصة الثكنات المحصنة مع الاستنجاد بالقوات الفرنسية”.

انسحاب الإسبان 

ولفت الانتباه إلى أن “مركز أوسرد كان تحت قيادة ترانكوسو الإسباني، و بعد أن شدد المقاومون عليه الخناق، و بعد علم قائد المركز أن المقاومين سيداهمونه في الصباح، انسحبت القوات الاسبانية من المركز ليلا”.

وخلص إلى ان “بعض رجالات المقاومة الذين كانوا يظهرون الولاء للإسبان المقاومين، أخبِروه بأن قائد الفرقة الإسبانية سينسحب من مركز أوسرد، فقدم المقاومون في الصباح ليغنموا العتاد و الأمتعة التي تخلى عنها الاسبان، و حملوها على الجمال ليستغلوها في معركة الطوارف الكبرى”.

 

الحلقات السابقة:

“معارك الصحراء”: معركةُ الدشيرة..حينما سحقت المقاومة 600 جندي إسباني و سلبتهم عتادا متطورا

“معاركُ الصحراء”: معركةُ العركوب البطـــولية

“معارك الصحراء”: معركة لَكْلاتْ التي أسقطت فيها المُقاومة طائرة المُستعمر

معارك الصحراء: معركة تافودارت الأولى..نجاةُ المقاومة من قصف جوي لعشر طائرات إسبانية

معارك الصحراء: معركة تافودارت الثانية..35 طائرة حربية تقصف معقل المقاومة لأسبوع كامل

معارك الصحراء: معركة الرّغَيْـوَة؛ عندما أسَرَت المقاومة ضابطا فرنسيا وسلمته للملك محمد الخامس

“معارك الصحراء”: معركة وادي الصفا..استعمالُ الجيش الفرنسي أسلحةً ثقيلة لمُواجهة المقاوم

“معارك الصحراء”: معركة طريق السّدْرَة بقيادة صالح بن عسو

“معارك الصحراء”: معركة لَمْحَاجِيب ..المُستعمر يشنُّ غارات جوية على 200 فرد من المُقاومة

“معارك الصحراء”: معركة الشاطئ..المقاومة تباغث الإسبان بشاطئ العيون وتقتل 30 جنديا

“معارك الصحراء”: معركة مركالة..حينما قتلت المُقاومة 60 جنديا فرنسيا قرب تيندوف

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x