“تِقْبُورِين ن سُوس”.. تأسيس حسنية أكادير وحله من طرف السلطات الفرنسية

محـمـد دنيـــا الأحد 16 أبريل 2023 - 18:00

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.

الحلقة 22: تأسيس حسنية أكادير وحله من طرف السلطات الفرنسية

لا نريد أن تنتهي قصص هذه السلسة الرمضانية الأولى من نوعها، دون التطرق إلى فريق ليس ككل الفرق المغربية، فريق لا يمكن حصره في مجرد فريق يمثل مدينة، بل يمثل هوية ضاربة في عمق التاريخ ويرمز إلى آلية من الأليات التي واجه بها المغاربة الإحتلال الفرنسي، وهو فريق حسينة أكادير.

ومن أجل ذلك؛ نعود إلى أربعينيات القرن الماضي، حينما كانت السلطات الفرنسية لا تقبل الفرق الكروية الخاصة بالمغاربة، وتشترط أن تشمل الأجانب؛ خاصة الفرنسيين، بل يجب أن يكون أغلب أفرادها أجانب. ولا يسمح للفرقة التي لا تستجيب لهذه الشروط اللعب ضمن الفرق المنضوية تحت النظام الكروي الذي أحدثته فرنسا في المغرب حينها. وهو ما دفع المغاربة إلى تأسيس عصبة تتبارى فيها الفرق المغربية.

ضمن هذه السياسة أسست حسنية أكادير سنة 1946، حيث انعقد الجمع العام التأسيسي بمنزل أحمد القباج (عم طارق القباج رئيس جماعة أكادير سابقا) في زنقة الشعبة بحي تالبورجت، بحضور أحمد أولحاج أخنوش (والد رئيس الحكومة عزيز أخنوش)، الحسين بيجوان، عبد العالي السملالي، حسن أولحاج أخنوش (عم رئيس الحكومة عزيز أخنوش)، مبارك بوعشرة، محمد القاصدي، مبارك شتوكي، عبد الله القاسيمي، علي أبرني، محمد أباعقيل ومحند نايت الطالب.

وانتخب خلال الجمع العام المذكور، أول مكتب مسير في تاريخ نادي حسنة أكادير، ويتكون من كل من حسن أولحاج أخنوش رئيسا (عم رئيس الحكومة عزيز أخنوش)، الحسين بيجوان كاتبا عاما، وبقية الأسماء المذكورة أعضاء في المكتب المسير. وقد أرسل هذا المكتب تقرير الجمع العام مع طلب رخصة للفريق ليمارس نشاطه الرياضي لـ”الكابيتان” شيكس الذي كان يوجد مكتبه في حي فونتي.

بعد مرور شهر أجاب شيكس المكتب المسير للحسنية، واشترط عليه للإعتراف بالفريق أن يكون ضمنه أجانب كما هو معمول به في مختلف مناطق المغرب. وهو جواب لم يعجب أعضاء مكتب الفريق السوسي فكتبوا إليه رسالة أخبروه فيها باسم الفريق؛ الحسنية وبلون قميصه الأبيض والأحمر، فأجابهم مهددا إياهم بالعقاب إن أقدموا على اللعب تحت ذلك الإسم وبذلك اللون، فقامت ضجة على صعيد سوس بسبب منع الفريق.

تحدى الفريق “الكابتان” شيكس، فلعب ذات جمعة في ملعب أيت سوس في مباراة حبية مع لاعبين آخرين، وحضر المباراة جمع غفير. وما أن وصل الخبر شيكس حتى أسرع إلى الملعب ومنع اللاعبين من إتمام المباراة، واستدعى المسؤولين للحضور عنده يوم السبت في مكتبه، وهناك منع عليهم اللعب في المدار الحضري للمدينة، كما منع عليهم اللعب بالأقمصة الرياضية وأمرهم أن يلعبوا بثيابهم التقليدية.

هناك تحدى الفريق مرة أخرى “الكابتان” شيكس، فخرجوا إلى أرض أحمد أولحاج أخنوش وأصلحوها واتخذوها ملعبا لهم سموه ملعب “ماركالا”، إلا أن السلطات الفرنسية أفسدت ذلك الملعب وأزالت مراميه، وألقوا القبض على اللاعبين وذهبوا بهم إلى مركز الشرطة حين حلقوا لهم رؤوسهم قصد إذلالهم، ما تسبب في حل الفريق وتوزع أفراده على الفرق التي كانت موجود بأكادير وإنزكان، من قبيل “A S POLICE” التي تتكون من أعضاء الشرطة، و”A S P TT” التي تتكون من موظفي البريد، و”ROCHD” التي تتكون من الموظفين المغاربة.

الحلقة 1: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. نجاة الملك الحسن الثاني من موتٍ مُحقَّق بأكــادير

الحلقة 2: تِقْبُورِين ن سُوس .. عندما انخرط الأكاديريين في الحزب الشيوعي الفرنسي بالمغرب

الحلقة 3: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. عِندما اتُّـهِــمَ حِــزبُ الإستقلال بخيـــانةِ الأكــاديريين

الحلقة 4: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. هكذا استقطب أخنوش أهل سوس والصحراء إلى حزب “الوردة” بعد الإنشقاق عن “الإستقلال”

الحلقة 5: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. الجيش المغربي يقود “الطوبيسات” في أكادير

الحلقة 6: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. “عمر ن الثلاثا” أشهر متسول في تاريخ أكادير

الحلقة 7: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. دعارة في قاعات السينما بأكادير

الحلقة 8: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. “با البهجة” أول “مول السندويتشات” في تاريخ أكادير

الحلقة 9: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. عندما تم منع “بيلماون” بأكادير بسبب مواطنة فرنسية حامل

الحلقة 10: “تِقْبُورِين ن سُوس” .. طواف “السرباية” بقنينات الخمر حول شوارع أكادير (صور)

الحلقة 11: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. ترحم الفرنسيون على بحارة أكادير بالورود والخمور (صورة)

الحلقة 12: “تِقْبُورِين ن سُوس”.. كرنفال الجالية الأوروبية بأكادير الذي طمسه التاريخ