2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/وسيم الفائق
تنعقد بمركز الندوات و التكوينات التابع لجامعة الأخوين، بإفران، أيام 12 و 13 و14 ماي 2023، فعالياتُ الندوة الدولية الثالثة لربيع العلوم الإجتماعية، في موضوع: “الهجرة و حوار الأديان والثقافات: مُمكِنات و تحديات”.
وتُنَظَّـــم الندوة في إطار تعاون بَنّـاء وشراكـة استراتيجية مُثمرة، بين مجلس الجالية المغربية بالخارج، و جامعة الأخوين إفران وكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط، و مركز ابن خلدون لدراسات الهجرة و المواطنة، لتعميق النقاش العلمي و تبادُل التجـارب و الخبرات حول الهجرة و حوار الأديان و الثقافات.
و يرتقب أن تتوزع فعاليات هذا الملتقى العلمي الدولي، الذي يحضره باحثون في العلوم الإجتماعية من داخل المغرب و خارجه، بين جلسةٍ افتتاحية ودرس افتتاحي وخمسِ جلسات علمية و عشرِ ورشاتِ تفكير لعرض ومُناقشة أشغال الندوة، فضلا عن حفلات توقيع و تكريم، ومعرضٍ لكُــتب العلوم الإجتماعية، بالإضافة إلى حفل تسليم الجائزة الدولية لأفضل أطروحة دكتوراه في العلوم الإجتماعية حول قضايا الهجرة.
ويُشـــارك في هذا الحدث العلمي أزيد من 120 مشاركة ومشارك، من المغرب و تونس و مصر و السعودية و الإمارات العربية المتحدة وقطر وفلسطين واليمن وسلطنة عمان ولبنان وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وبلجيكا والسويد وإنجلترا…، ما يشكل مناسبةً ثرية لأجل تشبيك العلاقات العلمية بين الباحثين في العلوم الإجتماعية، والمساهمة في تعزيز الدبلوماسية العلمية والثقافية.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، في معرض تقديمه لكتب الندوة: “لقد عرف العالم خــلال جائحة كورونا استعادةً مطلقة للصراع التاريخي بين المحلي و العولمي، و بدا واضحا أن هناك حاجة اليوم إلى الخروج من منطق الصراع إلى فضيلة الحوار، بين الأديان والثقافات والحضارات، والهجرة هي المؤهلة اليوم لقيادة مشروع الحوار و التواصل و العيش المشترك، بعيدا عن السقوط في عقدة التضخم الهوياتي أو الإنهزامية الهوياتية، فلا ضرر و لا ضرار. فلا بد من البحث عما يسمح لكل ثقافة بالتعبير عن ذاتها، ودون أن تتعرض للتهميش أو الإقصاء، والذي يؤدي حتما إلى العنف وكافة الأعطاب والتهديدات”.
ويضيف الدكتور عبد الله بوصوف موضحا بأن الهجرة “ساهمت، تاريخيا، في خلق جسور للتواصل بين الثقافات والأديان، إذ أصبحنا نتحدث اليوم، بسبب هجرة الأفكار و القيم والمعتقدات والممارسات، عن الثقافة الكونية الهجينة، في إطار ما يسمى بالتناسج الثقافي، لدرجة أنه من الصعب القول اليوم بوجود ثقافة خالصة.
وعن أهمية التناظر العلمي الذي تتيحه الندوة يقول الدكتور عبد الله بوصوف إن “البحث العلمي حول الديناميات الهجروية بات أمرا ملحا، خاصة في ظل تزايد نسبة المهاجرين واللاجئين على المستوى العالمي، بسبب التحولات الاقتصادية والتكنولوجية والأزمات و الحروب وتحوُّل في “النظرة إلى الكون” ورهانات “بناء المشروع الشخصي” للأفراد والجماعات. فمن الضروري أن نفهم المهاجر ككائن ثقافي، ونقارب وضعياته الهجروية وتصوراته ومواقفه وممارساته اتصالا بتدبير المعتقد الديني واللغة والهوية والتعدد الثقافي والديني، لأن التفكير في الطريقة والأسلوب الذي يدبر بها المهاجر حاجاته و إمكاناته، يساعد حتما في استيعاب وإدراك نوع وشكل المخاطر التي تهدده، أو الفرص التي تتاح له من أجل خدمة مشروعه الشخصي و انتمائه الوطني وشهوده الحضاري والإنساني”.
جدير بالذكر أن أشغال الندوة الدولية الثالثة لربيع العلوم الاجتماعية ستصدر في خمسة كتب، وهي “الهجرة و حوار الأديان والثقافات: مفاهيم ومنظورات”، “الهجرة وتدبير المعتقد الديني: ممكنات و تحديات”، “الهــجرة والدين أفقا للبحث والتأويل: قراءات ومقاربات سوسيوتاريخية”، “الهجرة وتحديات التعددية الدينية: قضايا وظواهر” و”الهجرة وحوار الأديان والثقافات” بالفرنسية و الإنجليزية، بتوقيعات عشرات الأساتذة الباحثين و الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه، من داخل المغرب و خارجه، والذين جعلوا من الديناميات الهجروية وأسئلة الدين والتدين وحوار الأديان والثقافات، أفقا للإشتغال والبحث والتأويل.