لماذا وإلى أين ؟

مسؤولون فرنسيون يحلُّــــون بالمغرب بحثاً عن يد عاملة في الفلاحة

الأستاذ: علي او عمو

أفادت جريدة آشكاين المغربية في عددها ليومه الأربعاء 31 ماي 2023 أنه قد حلّ وفد فرنسي، يقوده رئيس المركز الوطني البيمهني للخضر والفواكه، بالمغرب، من أجل بحث سبل جلب يد عاملة مغربية، لتغطية النقص الحاد في العمالة الذي سبب أضرارا بليغة لقطاع الفلاحة بفرنسا.

كما قالت لوفيغارو”،في عددها ليومه الأربعاء 31ماي 2923 أن بعض الفلاحين لم يكن من خيار أمامهم، خلال الموسم الفلاحي الحالي، سوى إتلاف محاصيلهم، مثل الفجل واللفت وبعض أنواع السَلَطات، بسبب غياب شبه تام لليد العاملة، وفق إفادة فلاح بغرب فرنسا.

الكل يعلم علم اليقين أنّ الدولة الفرنسيّة تستثمر في موارِدها البشريّة باعتبارها الركيزة الأساسَ في بناء الدولة على أسس متينة ، و لذلك اهتمّت اهتماماً بالغاً بالتعليم بإصلاحه و تجويده من حيثُ مناهجُه و برامجُه كما قامت بربطه بسوق الشُّغل، خاصّةً المُتعلق بالصناعات الحديثة و التكنولوجيات المُتطوّرة التي تسير وفق العصر العالمي الحديث، تتخرّج من مدارسها و معاهدها و جامعاتها أفواجٌ من الأُطر العُليا الكُفأَة التي تُسيِّر و تُدير مصانعها و معاملها ، و هذه اليد العاملة تقوم بتشغيل الآلات الحديثة في جميع المجالات الصناعيّة، لهذا فهي تحتاج إلى اليد العاملة في الأشغال الشاقّة التي تفتقر إليها في بلدها، فلذلك لجأت إلى المغرب حيثُ الأميّة و الجهل و الفقر لِجلْب الشباب الذي لم تُعلّمْه الدولة المغربيّة و الذي أصبح لا يُتقن إلّا العمل الشّاقّ في غياب تركيز الدولة على تكوين كفاءات علميّة، كذا انعدام فرص الشغل في البلد مِمّا يجعل هؤلاء الشباب لا يُفكّرون إلّا في الهجرة إلى البلدان الغربيّة للعمل في الحقول و المزارع و في الواد الحارّ و في غسل السيارات و غيرها من الأعمال التي لا يشتغل فيها مواطنو هذه البلدان ، هذه البلدان التي لم تُكوِّن إلّا علماء و نُبغاء في جميع صنوف العلوم الحديثة المُرتبطة بتكنولوجيات العصر الحديث .

هؤلاء الشباب المغاربة الذين يفقدون أيّة كفاءة في المجالات العلمية المُعاصرة يُستعبَدون في البلدان الغربيّة استعباد الحرّ للعبد بحيث يتمّ تشغيلهم في جميع الأعمال الشّاقّة و يتلقَّوْنَ أُجوراً هزيلة للغاية.

السلطات المغربيّة لا تسعى وراء تأهيل شبابها من خلال إصلاح المنظومة التربويّة و تجويد المجال التعليمي و تعميمه و نشر العدالة في البلد من أجل استقادة جميع المغاربة من ثروات بلدهم الهائلة و القضاء على الفساد المُستشري في جميع المجالات ليعيش المغاربة حياة كريمة و يتسنّى لشباب هذا البلد الولوج إلى المدارس و المعاهد و الجامعات من أجل تكوين أجيال كُفأة في جميع المجالات العلمية شأننا شأنَ فرنسا و غيرها التي تستعبِد شبابنا و نِسائنا مُستَغِلّة انعدام الكفاءة العلمية لديهم لتشغيلهم في جميع مجالات الأعمال الشّاقّة.

و للتذكير فقط ، في غياب الشغل في المغرب تلجأ نساء مغربيات إلى العمل في حقول الفراولة بإسبانيا لكون معظم هؤلاء النساء لم يتلقّيْنَ أي تعليم في بلدهنّ إمّا لِضعف إمكانيات أسَرهِنّ التي لا تستطيع تعليمهن لسوء أحوالهنّ الاجتماعيّة (الفقر) أو لكونهنًّ قاطنات القُرى النائية المعزولة و المَنسية التي لا تتوفّر على مدارس تُذكر ، و في حالة وجود بعض المدارس المُهترئة تكون جدّ بعيدة عن الساكنة مِمّا يجعل أمر ذهاب الفتيات إليها أمراً عسيراً بل مستحيلاً . تتعرّض (نساء الفراولة) في إسبانيا لأبشع أنواع الإكراهات النفسيّة من تحرُّش و سوء المعاملة و العمل لساعات عديدة مُقابل أجر جدّ زهيد.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
الحمداوي يونس
المعلق(ة)
23 يوليو 2023 00:07

السلام عليكم ابحث عن عمل في ميدان الفلاحة في فرنسا لدي تجربة كبيرة في هدا الميدان وشكرا

من المغرب
المعلق(ة)
9 يونيو 2023 00:43

أظن أن المغرب لن يبقى مختصرا كما السابق في الفلكلور و المشوي و اليد العاملة فحتى الموارد البشرية المصدرة يجب أن تعطى لها العناية والقيمة في بلاد المهجر كما يجب أن يستفيد البلد من خبرة الأطر المغربية بالخارج و استقطابها في إطار هجرة مضادة كما الحال لفوزي النجاح مهدي بلخياط.

سفيان الهولندي
المعلق(ة)
9 يونيو 2023 00:06

أ سي علي اوحمو هل تعلم ما تكب تتكلم عن العبودية والإستغلال والجهل والامية
ولكن العكس فهذه الدول الأوروبية تقوم بإدماجنا في منضومة التعليم هنا في المدارس الأوروبية و لو كان سنك اربعين عاما وأما العبودية والإستغلال فهي عندكم في المغرب وهنا لم أرى شيء عندي حقوق مثل حقوق اهل البلد في التعليم والصحة والإنتخاب والسكن في ارقى المنازل هنا في هولندا والحمد لله على نعمته.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x