2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مع تعاقب السنوات،و توالي العصور و اختلاف الأمكنة، تتضح للإنسان “العاقل”، حقائقُ جديدة و معارف حديثة. لكنه، في أحوال معينة، يجدُ نفسه كل مرة مضطرا للاهتداء بأقوال من سبقوه إلى الحياة الدنيا من العالمين، و للتأكيد على صحة نظريات أعلنوها في زمن سابق، و اعتُبِرت في زمنها ضربا من ضروب المبالغة أو شكلا من أشكال السخرية، بل لعلها عُدَّت شيئا فريا و فعلا نُكُرا، و لذلك، فإنك قد تجد الواحد من الناس، حين “يُفاجأُ” بأحداث لم يتوقع حدوثها، يراجع نظريات السابقين معترفا لها بالصدقية و عدم الانسياق وراء تصورات السوقة و الدهماء.
من هؤلاء “السابقين الأولين”، الذين كانت أفكارهم و رؤاهم مؤسسةً على قدر كبير من الرّصانة و بُعْد النظر، وكان من بين من عبّروا عن حلول ملائمة لفض النزاع بين العرب و دولة حديثة اسمها “إسرائيل”، من بين هؤلاء، رجل حمل لقب “الحسن الثاني”،فقد ورد في كتاب لهذا الرجل بعنوان “مذكرات ملك”أنه: “لو كنت مكان الدول العربية لاعترفت بإسرائيل و لقبلت عضويتها بالجامعة العربية”.
و بما أن المناسبة شرط، فالتذكير بالاقتراح المنسوب للعاهل الراحل الحسن الثاني بشأن قبول الدولة العبرية عضوا في جامعة الدول العربية، يرتبط حتما بالجدال الذي انفلت من عقاله بعد إعلان الدولة المغربية عن استئناف علاقاتها مع دولة إسرائيل و فتح المجال أمام تبادل التمثيليات الديبلوماسية بين البلدين و تبادل الزيارات الرسمية بينهما، بل و مشاركة اسرائيل أيضا في تمارين الأسد الأفريقي بقوة تابعة لواحد من ألويتها العسكرية المسمى لواء غولاني .فقد انهمر الكلام من كل حدب و صوب، و تساوى فيه السوقة و الأقيال، و عاب ” المتحدثون” على الدولة هذا الأمر و اعتبره بعضهم يرقى لدرجة الخيانة !
هل هذا قول سديد ؟و هل هو كلام يستقيم مع العقل و ينتظم مع المنطق؟
علينا أن نلقي نظرة على محطات تاريخ المغرب التي كانت مفصلية في دعم قضية الفلسطينيين، ففي عام 1973 لبى المغرب نداء هذه”القضية”و ساند مصر و سورية بجنوده المغـــاوير، و استشهد في معارك هضبة الجولان العشرات من المقاتلين الأبطال، جنودا و ضباطا، كان من زمرتهم العقيد الشهيد البطل عبد القادر العلّام، وكان ذلك بسبب ما اعتبر خيانة من قبل ضباط في “الجيش العربي السوري”.
سنةً بعد ذلك، و في أكتوبر من العام 1974، و رغم مواقفها المناهضة لوحدة و استقرار المــغرب، احتضنت عاصمة المملكة المغربية الرباط، قمة عربية جامعة تُوِّجَت باعتراف تاريخي بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها “ممثلا شرعيا و وحيدا للشعب الفلسطيني”.
لابد من الإقرار بأن السياسة فن لا يمارس باعتماد العواطف كمعيار لوزن المكاسب، بل باعتماد المصلحة و الترجيح بين احتمال الربح و إمكانية الخسران، و يُنْتظر من كل كائن سياسي عاقل أن يتصرف بما يجلب له المصلحة و يدفع عنه الخسارة.
لقد شارك المغرب في كل المعارك العسكرية و السياسية التي قيل إنها خيضت من أجل تحرير كامل فلسطين، لكن التاريخ، و لسبب لا يراد التصريح به أمام الجمهور، أثبت فشل هذه المعارك الخــاسرة، بل أثبت هشاشة “البنيان المسمى عربيا”نفسه و عدم قدرته على مجاراة ما بلغته إسرائيل من قوة وتنظيم محكمين !
إن أحلام البسطاء، بطبيعتها، غير قابلة للتحقق، لأنها مجرد أحلام، لكن المشكلة ليست في الأحلام، فهي حق من حقوق البشر، بل المشكلة في من يتاجر ويغتني بسببها، في وقت يستمر فيه البسطاء منتظرين تحقق الأحلام !.
السؤال الحقيقي الذي أجاب عنه الراحل الحسن الثاني، حتى دون طرحه، كان: هل بإمكان العرب مجتمعين إزالـــة إسرائيل من الوجود ؟ إنه سؤال من طينة الأسئلة التي لا يطرحها إلا العقلاء، و لا يجيب عنها إلا حكيم في مقام علم و فطنة الحسن الثاني، لقد كان هذا الرجل واضحا حين قال :”لو كنت مكان الدول العربية لاعترفت بإسرائيل ولقبلت عضويتها بالجامعة العربية، لأن “إسرائيل دولة قائمة”.
رحم الله الحسن الثاني، و رحم أيضا شهداء القضية الفلسطينية الصادقين و في مقدمتهم الزعيم الراحل ياسر عرفات.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها
شخصيا أتذكر أن المقولة جاءت على لسان معمر القدافي وليس الحسن الثاني الذي تميز بالتكثم عن أي شيء، مهما كان الأمر فهذا ليس مشكلا، المشكل هي تلك الأجيال العربية التي شحنتها مختلف الأنظمة العربية ضد إسرائيل وجعلت قيام الدولة الفلسطينية حلا لكل مشاكل المواطن العربي لأن إسرائيل هي أساس المشاكل اليومية لأي مواطن عربي،المواطن المغربي لم يفهم ماذا حدث لكي تقوم بلاده بالتطبيع مع إسرائيل، ربما كان ذلك من أجل تقوية جبهة الدول المعترفة بمغربية الصحراء ولكن إسرائيل ولحد الساعة لم تعترف رسميا بذلك وحتى إتفاقية التطبيع لم يكن فيها بند شرط ذلك، ربما كان ذلك بسبب تواجد إيران على حدودنا ولكنه يكفي إرسال الأدلة المادية على ذلك للحلف الأطلسي للحصول على كل المساعدات. خلاصة الأمر هو كيف يُمكن لإسرائيل التي كانت سبب كل مشاكلنا أن تصبح الحل الوحيد لها؟
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، والعرب اليوم يؤدون الثمن لاسرائيل نتيجة سياستهم الغير عقلانية، بعد ضياع الارض والوقت والانسان الفلسطيني.
En france il y a la droite décomplexée,
au maroc la trahison décomplexée et fièrement assumée.