2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ظهرت حالة من الارتباك داخل النظام الجزائري بعدما انتشر خبر طرد الجزائر لسفير الإمارات لديها و إمهاله 48 ساعة لمغادرة البلاد، قبل أن يعود النظام الجــزائري لنفي الخبر رسميا وإقالة وزير الإعلام بسبب الخبر.
الخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم، كان مصدره قناة “النهار” الجزائرية المعروفة بموالاتها لتيار وزير الدفاع السابق الأكثر دموية في تاريخ الجزائر و مهندس العشرية السوداء بالجزائر، الجنرال المتقاعد خالد نزار، والتي سارعت (القناة) إلى حذف الخبر، ليتم بعدها التضحية بوزير الإعلام ككبش فداء لهذا الخبر الذي له أكثر من دلالة، وهو ما يفتح المجال لتساؤلات عريضة عما بات يعرف بصراع الأجنحة داخل قصر المرادية الذي بدأ دخانه يظهر للعلن.
وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية و عميد كلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أنه “أصبح بشكل واضح الآن أن الاستحقاقات الانتخابية للسنة المقبلة بدأت ترخي بظلالها بشكل كبير على أداء النظام الجزائري بمختلف مكوناته، والحديث عن الصراع الداخلي داخل مربع الحكم الجزائري أنه ليس بصراع بين الأجنحة كما يقال، ولكن الأمر يتعلق بالحسم في اختيارات أصبحت مطروحة الآن على مستوى الداخل الجزائري”.
وأكد بوخبزة في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الكل الآن خاضع للمؤسسة العسكرية وليس هناك حكم مدني، والدليل على ذلك شعارات الشارع الجزائري نجدها دائما تطالب بدولة مدنية و ليس دولة عسكرية، وهو دليل على أن العسكر هم الذين يسيطرون، ما يعني أن هناك اختلاف في وجهات نظر العسكر حول بعض الأمور خاصة المتعلقة بالعلاقات مع القوى الخارجية”.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية أن “الملاحظ أن هناك جناحا يرغب في استمرار العلاقة الوطيدة مع فرنسا، في حين هناك من يرى أن مستقبل الجزائر مرتبط بروسيا، و معلوم أن هناك صراعا حقيقيا في القارة الإفريقية بين بعض القوى العالمية، منها روسيا و الصين من جانب، و فرنسا والدول الغربية من جانب آخر”.
ولفت الانتباه إلى أن “هناك دولا أخرى تتحرك في المنطقة و لها أجندتها وهي معلومة بشكل واضح، خاصة بحديثنا عن قطر و الإمارات، إذ في الكثير من الملفات المرتبطة ببعض النزاعات نجد أن أسماء هذه الدول تتكرر، خاصة عندما نتحدث عن ليبيا على سبيل المثال أو عن الأزمة السودانية”.
ويرى بوخبزة أن “الواقع الحالي للنظام الجزائري يعطي الانطباع أنه ضعيف جدا وأنه متهلهل، على عكس ما يحاول الرئيس الجزائري أن يسوقه بأن الجزائر قوة ضاربة ويحسب لها ألف حساب، حيث رأينا كيف أنه صرح علنا أن مستقبل الجزائر و سيادتها مرتبط بالدور الروسي، ولم يسبق في إطار العلاقات بين الدول أن أعلنت دولة بهذا الشكل أن سيادتها مشروطة بدور دول أخرى”,
وشدد على أن “هذا يدل على أن الجزائر أصبحت مساحة يمكن لدول أخرى أن تصرف فيها أجندتها، وهو ما يبين أن جهة معينة داخل الحكم في الجزائر ممتعضة من تنامي دور القوى الأخرى الخارجية في الشأن الجزائري، وذلك عندما تم الحديث عن قطع العلاقات و إمهال سفير الإمارات 48 ساعة لمغادرة البلاد، فهذا يدل على أن الجزائر تحس أن هناك قوى أخرى تنشط داخل الجزائر”.
وخلص إلى أن “هذا يأتي أيضا في سياق الاتهامات المتكررة التي توجهها الجزائر للمغرب بأن له يدا في ما يقع في الجزائر، حتى الحرائق التي تحدث في غابات الجزائر تنسب للمغرب، وكل هذا يدل على أن النظام الجزائري يعيش حالة هشاشة و ترهل شديدتين لم يسبق للجزائر أن مرت بفترة مشابهة للفترة الحالية”.
هذه الاخبار الصادرة عن جهات امنية التي يعاد تكديبها اصبحت سمة اساسية للوضع الدرامي لدولة الجزائر، والغريب ان لا أحد في الجهة الامنية يتم التحقيق معه اوطرده او اعتقاله، وهو ما يتير التساؤل حول من يحكم الجزائر العميقة، وما الذي يدعو الى التستر عن الجهات التي تتمادى في نشر مثل هذه الاخبار التي تتكرر ويكون الضحية من دائما من المسؤولين المدنيين.