لماذا وإلى أين ؟

المغرب …. الأضحية بين المَقاصِد الشرعيّة والعادات و التقاليد..

علي او عمو

يُعتبر عيد الأضحى المبارك شعيرة من شعائر ديننا الحنيف الذي تحتفي به جميع البلدان الإسلامية لكونه سُنّة من سنَن المُصطفى صلى الله عليه و سلّم. و قد سُنّ عيد الأضحى في السنة الثانية للهجرة، وفق أقوال العلماء،ففي هذه المناسبة العظيمة يستحضر المسلمون قصة سيدنا إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام، حيث رأى في المنام أنه يجب ذبحه و لكن الله فداه بذِبح عظيم.

وذلك ما أشار إليه تعالى في كتابه “فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم”. (سورة الصافات)الآيات 102-107.

وبعد صلاة العيد يتمّ ذبح الأضاحي و التي هي من الأنعام الخالية من أي عيب، و تمرّ هذه الأيام في فرح و سرور و ابتهاج.
ومن المقاصد الشرعيةللعيد، ترسيخ روابط الأخوة بين الناس، والتذكيربفضل الله و نعمه على عباده، بالإضافة إلى تعظيم شعائر الله، و هو مناسبة للتسامح بين الناس و محوكل أشكال النزاعات والشحناء، وإدخال السرور والفرحة على الناس، والتوسعة على الأسرة، وتمتين روابط المحبة والرحمة والتعاون والتضامن بين أفراد المجتمع.

وخلافاً لمقاصد الأضحى الشرعيّة تجِد أنّ المغاربة قد اتخذوا هذه الشعيرة تقليداً و عادة ورثوها من أسلافهم أكثر منه شعيرة دينيةتسير وفق شرع الله و تحقيق المقاصد التي سُنّ من أجلها هذا العيد، ف(العيد الكبير) بالنسبة لهم هو التنافس بينهم في شراء أفضل الأضحية و أحسنها، فيجب أن يكون (الكبش) ذا قرنين كبيريْن، ضخماً فخماً أفضل من (كبش) الجيران و الأقارب مِمّا يجعل كلّ واحدٍ، عند اقتراب هذه المناسبة، لا يشغل بالَه إلّا الأضحية خصوصاً في أوساط الطبقة الفقيرة و المُعوِزة، التي يلجأ البعض من أفرادها إلى بيع بعض أثاثه المنزلي من أجل شراء الأضحية الفخمة و الضخمة لمواجهة انتقادات جيرانه و أقربائه ناسياً أنّ أضحية العيد ما هي إلّا سنّة يُمكنه الاستغناء عنها و عدم تحمُّل كلّ هذه المَتاعب لشرائها.

و هناك من الناس من لا يؤدّي الفرائض الدينية التي فرضها الله عليه، من صلاة و صوم و غيرهما في حين يتشبَّت بهذه الشعيرة السّنّة اعتباراً منه أنها من تقاليد و عادات الآباء و الأجداد لا يمكن التخلّي عنها رغم ما يعانيه من ضيق الحال و صعوبة العيش، و خاصّة في وقتنا الحاضر الذي تعرف فيه الأسعار ارتفاعاً غير مسبوق. لهذا فمن واجب عُلمائنا و فُقهائنا تخصيص حيّزاً من الوقت من أجل توعية الشعب المغربي عبر منابر الإعلام و المَساجد بغية تخفيفالعبء على الفقراء و المساكين في هذا البلد السعيد.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
فريد
المعلق(ة)
2 يوليو 2023 05:59

مند الأبد والمغاربة يتفاخرون بأضحيتهم بل بما يأكلون كذلك رغم أنهم يعرفون أن ما يقومون به لا علاقة له بالإسلام. المشكل الأساسي هو عدم رغبة الدولة في تقنين تجارة الأضاحي: أي كان يُمكنه بيع الأضاحي، أي كان يمكنه التنقل بسلعته(الأكباش) في مختلف الأسواق، أي كان يمكنه الإحتفاظ بالأضحية في شقته أسابيع قبل العيد. ربما حصر بيع الأضحية في الكساب ومن لديه patente للتجارة في البهائم سيكون هو بداية الحد من العشوائية، تحديد مناطق خاصة داخل المدن لبيع الأضاحي وتحديد مدة البيع في 3 أيام قبل العيد مع تحديد سوق واحد لكل بائع للحد من المضاربة. الفكرة أساسها جعل تجارة الأضاحي كأي تجارة في المعارض: مكان محدد، وقت محدد، عارضون محددون، معرض واحد لكل بائع. الهدف هو تحويل المزايدة بين المشترين إلى منافسة بين البائعين أي تحويل الضغط على الأسر إلى ضغط على المُتاجر في الأضاحي بهدف الجودة والثمن المعقول.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x