بيجيديو أكادير يُــوظفون “المِثْــلية” لمُهاجمة مهرجان بيلماون

وظفت  “شبكة جمعيات أكادير”، التي تضم العشرات من الجمعيات المحسوبة على حزب العدالة والتنمية، دعوات لصفحات فيسبوكية مجهولة، منسوبة لمثليين مغاربة، للحضور بـ”كثافة” بمهرجان بيلماون الدولي المزمع إقامته في أكادير نهاية الأسبوع الجاري، من أجل مهاجمة المهرجان

وأوضحت الجمعيات في بيان وصل “آشكاين” نظير منه، أن “مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية يعتزم وبتنسيق ودعم من مجلس جماعة أكادير و مجلس جهة سوس ماسة و وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تنظيم مهرجان بيلماون الكرنفال الدولي لأكادير 2023 في نسخته الأولى وذلك أيام 21و22و23 يوليوز 2023 بالعديد من فضاءات مدينة أكــادير”.

وأشار أصحاب البلاغ إلى أن  “المهرجان يهدف – حسب البلاغ الصحفي لإدارته- إلى الحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي لبلادنا، حيث سيعرف المهرجان حضورا مكثفا للمثليين من داخل وخارج المغرب وذلك حسب المنشور الإعلامي – الدعوة – لما يسمى المثليين المغاربة”، مشيرن إلى أنهم  “يتابعون؛ رفقة باقي الهيئات المدنية والفاعلين الغيورين على الثقافة البانية، بقلق كبير هذا الابتذال الثقافي والفني الذي تنخرط فيه مجالس منتخبة بالجهة ووزارة وصية”، حسب تعبيرها.

وأكدت الجمعيات في بيانها على أن “الموروث الثقافي الامازيغي الأصيل كان دائما حريصا على تجسيد القيم الإسلامية التي تشبت بها الامازيغ مند قرون مند اعتناقهم للإسلام”، وأن “احتفالات بيلماون أصبحت تعرف استعراض طقوس دخيلة على المغاربة، كالمثلية، وعبدة الشياطين، وما يصاحب ذلك من أعمال إجرامية وعنف في حق المواطنين”.

ولفتت جمعيات “البيجيدي” الانتباه إلى أن “استمرار احتفالات بيلماون بهذا الشكل هو بمثابة إهانة للثقافة الأمازيغية الأصيلة وتجسيد للتفاهة المتأمزغة، معربة عن استنكارها “لكل الاعمال المخربة للقيم النبيلة لشبابنا والتي يسمونها بهتانا الثقافة والفن”، مطالبين في الآن نفسه “بفتح تحقيق لترشيد صرف المال العام”.

وفي الوقت الذي استبشر فيه فئات من أهل سوس بمن فيهم شبابها بمبادرة تنظيم المهرجان الدولي لبيلماون، يرى الدرع الجمعوي لإخوان بنكيران نقيض ذلك، حيث تساءل عن “القيمة المضافة التي ستقدمها هذه التظاهرة للثقافة الامازيغية الأصيلة، وما هي الضمانات التي سيوفرها المنظمون والتي ستحول دون تحويل هذا الحدث إلى موعد يجسد رموز المثلية والشدود الجنسي”.

كما تساءلت أيضا عن “المشروع الثقافي لجماعة أكادير التي خصصت ميزانية ضخمة لهذا الحدث في الوقت الذي اقصت فيه العديد من الهيئات المدنية من المنحة السنوية 2022″، مسجلين “غياب الدور الرقابي والوقائي لأجهزة الدولة المعنية بالحفاظ على الامن الاخلاقي للمواطنين”.

يأتي بلاغ جمعيات “البيجيدي” بعد ظهور منشورات فيسبوكية لصفحات غير نشطة تدعي فيها أنها تمثل المثليين، ودعت فيها المثليين إلى الحصور بكثافة لمهرجان بيلماون الدولي بأكادير، وهي الدعوات التي رآها الكثيرون من متابعي الشأن الثقافي المحلي بالجهة أنها “محاولة للتشويش على المهرجان والجهود المبذولة لترسيخه كتراث امازيغي أصيل وأن أصحاب هذه الدعوات مجهولون ولا أثر لهم على أرض الواقع”.

إدارة بيلماون ترد على “شيوخ التحريم”

وكانت إدارة “بيلماون” الكرنفال الدولي لأكادير قد ردت، في تصريخ سابق، على ما اعتبر “هجوما” من طرف بعض الشيوخ والفقهاء على “الموروث الثقافي بيلماون”، من خلال تحريمه وتشويهه بخطابات دينية “مستوردة”، معتبرة أن هؤلاء الذين “يحاربون بيلماون يحاربون الفرح والبهجة في المجتمع المغربي”.

وأوضح الأستاذ الجامعي والأنثروبولوجي؛ الحسين بويعقوبي (أنير)، بصفته نائب مدير الكرنفال، أن “أغلب الذين تحدثوا بشكل سلبي عن بيلماون لم يقرأوا ولو سطرا واحدا عن تاريخه بالرغم من وجود العديد من الكتابات حوله”، مشددا على أن “الذين يتحدثوا اليوم عن بيلماون يعتقدون أنه ظهر في التسعينيات، ولا يعرفون أنه من أقدم الممارسات الثقافية بشمال إفريقيا والتي ظهرت قبل الديانات التوحيدية، وانقرضت لظروف تاريخية في كل من ليبيا، تونس والجزائر، في ما بقيت مستمرة في كل من المغرب وجزر الكناري”.

وبخصوص تحريم بعض الشيوخ لاحتفالات بيلماون، رد بويعقوبي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية لإدارة الكرنفال، بأن هناك شيوخ وفقهاء بما في ذلك فقهاء سوس لهم مواقف عادية بخصوص هذا الموضوع، مضيفا “أنا شخصيا إبن فقيه ولبست جلود المعز واحتفلت ببيلماون دون أن يطرح ذلك أي إشكال أو موقف سلبي لدى والدي”.