2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
البــراوي يكشفُ رهانات الركراكي بعد إسْقاطه لاعبين بارزيــن من لائحـة المُنتخب (حوار)

حملت لائحة أسماء اللاعبين الذين اختارهم الناخب الوطني وليد الركراكي، لخوض مباراتي ليبيريا وبوركينا فاسو، عددا من المفاجآت لعموم الجماهير المغربية، أبرزها غياب مجموعة من العناصر البارزة التي كانت تُعد ركائِزَ أساسية للمنتخب المغربي.
بالمقابل، تميزت اللائحة بوجود لاعبين شباب وأسماء جديدة، مع عودة عناصر “مخضرمة” لـ”عرين الأسود”، غير أن هذه التغييرات أثارت مجموعة من التساؤلات حول استبعاد بعض اللاعبين، والمعايير التي اعتمدها المدرب لاختيار لاعبيه، وهل سيؤدي هذا المزج بين أجيال مختلفة إلى تحسين أداء الفريق؟ أم أن هذه التغييرات ستشكل تحديا للمنتخب المغربي؟
ولمناقشة كل هذه التساؤلات، ارتأت جريدة “آشكاين” استضافة المحلل الرياضي، أسامة البراوي، في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع، للكشف عن أسباب إقصاء مجموعة من اللاعبين عن لائحة المدرب الركراكي، ورهانات اعتماده على أسماء شابة.
وفي ما يلي نص الحوار:
– بداية ما تعليقك على اللائحة التي أعلنها الركراكي لمواجهة منتخبي ليبيريا و بوركينافاسو؟
أعتقد أنها لائحة متوازنة، بل يمكن أن نقول إنها ممتازة بنسبة تفوق 90 في المائة. لكن هناك ثلاث ملاحظات يجب أن نضعها في الحسبان، الأمر الأول يتعلق بعدد الأظهرة الثلاثة الذين اعتمدهم المدرب، والذي يبدو أنه عدد غير كاف، صحيح أننا سنلعب فقط مبارتين، لكن هذا هو الخطأ الذي ارتكبه وليد في المونديال السابق، حين اكتفى بثلاثة أظهرة فقط. في رأيي، يجب إضافة ظهير آخر ينشط في الجهة اليسرى و اليمنى.
الملاحظة الثانية تتعلق باستدعاء أربعة مهاجمين، أجد أن هذا العدد مبالغٌ فيه، لأننا نعلم أن وليد الركراكي يوظف مهاجما واحدا في خطة 4-1-4-1، في رأيي كان يكفي أن نقتصر على ثلاثة مهاجمين.
أما الملاحظة الثالثة، فتخص تواجد إبراهيم صلاح في اللائحة، إذ أن اللاعب عادة ما يكون احتياطيًا سواء رفقة فريقه رين أو مع المنتخب الأولمبي، من الغريب نوعًا ما أن نجده في لائحة المنتخب الأول رغم عدم اعتماده أساسيا، تبدو لي أنها مسألة غير منطقية.
– اللائحة شهدت غياب أسماء بارزةـ في نظرك ما هي الأسباب الرئيسية التي أسقطت هؤلاء اللاعبين عن تشكيلة المنتخب المغربي؟
أولًا، يتعين علينا أن نشير إلى أن النواة أو التشكيلة الأساسية التي اعتمدها المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم الماضية ما تزال حاضرة، حيث تضم اللائحة المعلن عنها، من بين اللاعبين الأساسيين الإحدى عشر، تسعة عناصر منهم، والغائبان الوحيدان هما سفيان بوفال بسبب الإصابة، وحكيم زياش بسبب ضعف التنافسية، حيث لم يشارك في أي مباراة خلال فترة الصيف، وآخر مباراة لعبها كانت مع المنتخب المغربي ضد منتخب جنوب أفريقيا، وبالتالي غيابهما منطقي.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من اللاعبين الذين غابوا بسبب الإصابات، مثل آدم ماسينا. كما توجد أسماء أخرى تفتقر للتنافسية، على سبيل المثال، لم يشارك أنس الزروري في المباريات الأخيرة، وكذلك يوسف مالح الذي غاب عن التنافسية ما جعله يسقط من اللائحة بسبب قلة مستواه. وبالتالي، المعيار الذي اعتمده المدرب في اختيار التشكيلة يستند إلى الإصابات ومستوى أداء اللاعبين خلال الفترة الماضية.
يمكن إضافة ملاحظة أخرى وهي أن هناك بعض اللاعبين خيبوا الآمال، مثل إلياس الشاعر، وأنس الزروري، وعمران لوزا، وأسامة الإدريسي، هؤلاء لم يظهروا بالمستوى المنتظر منهم عندما أعطيت لهم الفرصة، مما أدى إلى استبعادهم من اللائحة.
– حضور لاعبين شباب كان أبرز ما كشفت عنه القائمة، ما الذي يبحث عنه المدرب في الأسماء الشابة التي قام بإدراجها؟
في البداية، بدأ المدير الفني يعي جيدا حاجة المنتخب المغربي إلى تجديد دمائه، نظرًا لتقدم بعض اللاعبين الأساسيين في السن. لذلك قرر استدعاء مجموعة من العناصر الشابة، بمن فيهم ستة لاعبين من المنتخب الأولمبي، وهو ما يعد فكرة جيدة ومنطقية، بالتالي أرى أن جل الأسماء الواعدة التي استدعاها الركراكي تستحق الحضور في اللائحة.
الأمر الثاني الذي أود أن أؤكده، أن هذه الاختيارات تُشير إلى أن اللائحة الحالية أفضل من السابقة، وتظهر لنا أن المدرب يسعى إلى تعزيز جودة كرسي الاحتياط، يجب أن نتذكر أنه في مونديال قطر عانينا من مشاكل كبيرة على مستوى كرسي الاحتياط، وتبين لنا بالملموس أن قائمة اللاعبين البدلاء لم يقدموا الأداء المناسب عندما غابت العناصر الرسمية بسبب الإصابات أو الإجهاد.
من هذا المنطلق، أرى أنه من المتوقع والمنطقي أن يكون مستوى لاعبين مثل عبقار ويونس عبد الحميد أفضل من أشرف داري وبدر بانون. وفي مراكز الجناح، يُعد حضور أمين عدلي وإسماعيل صيباري إضافة مهمة وسترفع من جودة كرسي الاحتياط بشكل كبير. أما عودة أمين حارث إلى التشكيلة فهي مستحقة وستزيد من حدة المنافسة على مركز الجناح الأيسر.
– إلى أي حد يمكن أن تسهم هذه التغييرات في تحسين أداء المنتخب المغربي؟
بشكل عام، التغييرات التي اعتمدها المدرب تعد جيدة، وتظهر أن الركراكي بدأ يفكر في تجديد دماء المنتخب المغربي، وتعزيز جودة كرسي الاحتياط. كما تشكل رسائل إيجابية إلى لاعبين آخرين مفادها بأن الرسمية أو التواجد في لائحة المنتخب الوطني لم يعد مضمونا، بل يتطلب منك الأمر جهدًا جهيدا وعملا دؤوبا، وحتى عندما تتاح لك الفرصة، يجب أن تظهر إمكانيات عالية وتثبت أنك تستحق مكانا في صفوف المنتخب الوطني.
أما بخصوص هذه التعديلات، فعندما لا يكون زياش في التشكيلة، سنشهد ظهور إسماعيل صيباري إلى جانب أمين عدلي، و سنرى هل سيكونان قادرين على تقديم الأدوار التي كان يؤديها زياش. أيضًا سنرى ما إذا كان صيباري وأمين حارث متمكنين من سد الفراغ و تقديم الأدوار المشابهة لتلك التي كان يقدمها عز الدين أوناحي، عندما تتاح لهما الفرصة في وسط الميدان.
بالنسبة لبنيامين بوشواري وأمير ريتشاردسون يمتلكان هوية ومهارات مختلفة عن اللاعب سفيان أمرابط، كما أن يونس عبد الحميد يملك خبرة كبيرة ومستوى ثابتا. فيما يتعلق بالدفاع، هناك تخوفات حول غياب أكرد و سايس، وحول ما إذا كان المدافعون سينجحون في أداء المهام رغم غيابهما، والآن الكرة بين أقدام ويونس عبد الحميد.
بشكل عام، يتوقع أن تحقق هذه التغييرات الأهداف التي تم تحديدها، وهي تجديد دماء المنتخب، و تعزيز أماكن الضعف خصوصا على مستوى دكة البدلاء، لتحسين أداء الفريق في المنافسات القادمة.