زلزال الحـوز.. تحذيرات من “لصوص ومحتالين” يترصّدون مُساعدات المنكوبين (فيديو)

تحدث بعض النشطاء والمؤثرين، ممن يساهمون في نقل مساعدات نحو المناطق المتضررة من “زلزال الحوز” لدعم الضحايا، عن تعرضهم لعمليات نصب واحتيال من طرف “لصوص ومحتالين”، محذرين بذلك من “سماسرة” يسعون جاهدين لاستغلال الأزمة، والسطو على التبرعات تحت ذريعة “تقديم يد العون”.

وحذر بعض المؤثرين الذين يحظون بمتابعة الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مقاطع مصورة، من وجود “سماسرة الأزمة”، مؤكدين أن هؤلاء يَدَّعون المساعدة في حملات التبرع، ونقل المساهمات للمناطق المتضررة، غير أنهم في حقيقة الأمر يعملون على جمع التبرعات بشكل مشبوه، ويختفون دون تقديم المساعدة المزعومة.

وكشفت الكوميدية كوثر سميح، التي يتابع حسابها على “تيكتوك” أزيد من مليوني شخص، في مقطع فيديو بلهجة غاضبة، عن وجود “نصابة” في منطقة أولوز، حيث قالت: “كاينين تجار الأزمات والنصابة جايين باش يهزو السلعة.. الناس لي غادين بالمعونات حضيو راسكم من السماسرية.. تحققوا وماتعطيوش المساهمات لأي واحد كيفما كان”.

ورصدت المتحدثة ذاتها، انتشار مجموعة ممن وصفتهم بـ”تجار الأزمة”، مشيرة إلى أنهم مجهزين بمختلف وسائل النقل من دراجات ثلاثية العجلات، وعربات، وحافلات..إلخ، قبل أن تختم باستنكار شديد: “واقفين كيتسناو غير يعمرو ديك السلعة فين غاديين بداكشي الله وأعلم”.

وتجاوز الأمر حد التحذير، حين خرجت إحدى “المؤثرات”، التي تحظى بمتابعة أزيد من 300 ألف متابع على موقع الصور الشهير “انستغرام”، بفيديو مصور، تبكي وهي تحكي بحرقة لمتابعيها، أنها وزوجها تعرضا للسرقة من طرف “نصاب”.

وأوردت في مقطع فيديو، شاهده أزيد من 370 ألف، من بينهم من ساهم معها في جمع التبرعات، أن صاحب سيارة “بيكوب” سَطَا على جزء كبير من السلع التي كان من المقرر أن يوزعوها على بعض الدواوير المتضررة.

الناشطة على موقع الانستغرام، قالت إنها حين اتصلت بالسارق المزعوم تفاجأت بنكرانه لهم، وأنهم استعادوا بعض السلع بعد مناوشات معه. قبل أن تختم، وهي تجهش بالبكاء: “ماتيقوش..ماتعطيوش حوايجكم.. وقفو على رزقكم ..راه الشفارة كياكلو فلوس اليتاما”.

وحول الموضوع ذاته، خرج اليوتيوبر والبطل المغربي في رياضة كمال الأجسام، نور الدين عباس ذكي، عبر نفس المنصة وهو يصرخ غاضبا، موجها نداءه لمتابعيه لتفادي الوقوع في “الفخ”، وليكشف لهم عن أساليب “نصب” من نوع آخر.

وطالب اليوتيوبر ذاته بضرورة التحقق من مصداقية الأخبار التي يتم تداولها، وأن يتوخوا الحذر من بعض الصفحات التي “تنصب” على المتبرعين.

ذات “المؤثر”،  قال في فيديو حصد أزيد من مليون ونصف مشاهدة، وهو يرتعد غضبا: “داكشي د الانترنيت والله تا مبالغ فيه.. كاين سماسرية كل واحد كيكتب دوارو فالفايسبوك.. الناس مشاو لدوك الدواوير لقاو كولشي عندو.. هادشي فيه النصيب والتسمسير.. خاصكم تردو البال”.

وأوضح أنهم وجدوا بعض الدواوير تُراكم التبرعات، ويتم تكديس مساهمات المتبرعين فيها على حساب مناطق تحتاج فعلا للدعم، مبرزا أن السبب في ذلك يرجع لنداءات يطلقها بعض “المخادعين” على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يتردد نشطاء في التفاعل مع هذه التحذيرات، فمن خلال تعقيبهم على هذه الممارسات أشار عدد منهم أن “تجار الأزمات” الذين يقتاتون على حساب “مصائب الناس” يوجدون عبر ربوع العالم، وأكد آخرون أنهم تعرضوا لمثل هذه الممارسات خلال عملية دعمهم للضحايا، غير أنهم أجمعوا على أن هؤلاء “الانتهازيين” لا يجب أن يقفوا حائلا أمام المغاربة في إتمام مهامهم النبيلة.

ويشاطرهم في ذلك آخرون ممن أكدوا أن هذه الممارسات “غير المسؤولة” يجب أن تكون فرصة من أجل “عقلنة” عملية الدعم وتوزيع المساهمات، وأن يتم تنسيق بين المساهمين وبعض الجهات التي من شأنها أن تنظم عملية التبرع، وذلك من أجل ضمان وصول المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها، داعين بذلك إلى مزيد من التلاحم وتكثيف الجهود من أجل تجاوز تبعات الأزمة، ودعم الضحايا والأسر المتضررة ماديا و رمزيا.