أسبابُ استقالة عمارة من “البيجيدي”

أعلن الوزير السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية، عبد القادر اعمارة، عن استقالته من الحزب صباح اليوم الاثنين 25 شتنبر الجاري، تحسّر فيها على تجربة حزب العدالة والتنمية، بالقول “بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية، فإني أعلن عن إستقالتي من الحزب و كل هيآته منذ هذه اللحظة”.

وجاءت استقالة اعمارة من حزب العدالة و التنمية بعد ساعات فقط لآخر بلاغ للأمانة العامة لـ”البيجيدي” حول مخلفات زلزال الحوز، والذي اعتبر فيه أن سبب هذه الكارثة الطبيعية هي “الذنوب والمعاصي”، وهو ما يطرح أسئلة حول استقالة عمارة، هل لها علاقة ببلاغ الأمانة العامة للحزب أم هي بسبب تراكمات أو مستجد داخلي؟

معاصي بن كيران

القيادي بحزب العدالة والتنمية؛ عبد العزيز أفتاتي، يرى أن استقالة عمارة يمكن أن تكون بسبب تراكم عدد من الأسباب التي يعرفها هو شخصيا، مردفا أنه لا يمكن للنقاش الذي جاء في بلاغ الأمانة العامة بخصوص الذنوب والمعاصي أن يكون هو السبب الوحيد.

وأوضح أفتاتي في تصريح لـ”آشكاين”، أن ما أثير حول الذنوب والمعاصي تبقى مجرد فكرة يعتقدها الأمين العام وهي خاطئة من الناحية الفكرية والعقائدية، كما أن قرار تضمينها في بلاغ الأمانة العامة فكرة خاطئة، مشددا على أن هذا “لا يمكن أن يكون سببا واحدا في استقالة اعمارة”.

وعن سؤال “اشكاين”، حول ما يعنيه اعمارة بعبارة “قلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة حزب العدالة والتنمية”، رد القيادي بحزب “المصباح”، أنه ربما يعني أن تجربة العدالة والتنمية بعد الإنتخابات الماضية “لم تنطلق الإنطلاقة المنتظرة منها”.

وخلص أفتاتي إلى التأكيد على أن أسباب استقالة عمارة كثيرة، مبرزا أنه “يختلف مع قرار الإستقالة؛ خاصة أن عمارة له تجربة سياسية ليست بالسهلة مع البيجيدي أن يستفيد منها المجتمع”، وفق تعبير المتحدث.

استقالة منتظرة

من جهة أخرى، يرى نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أن بلاغ الأمانة العامة الأخير، “ربما هو النقطة التي أفاضت الكأس” وأسهمت في استقالة عمارة من حزب العدالة والتنمية، لكن “الفتور في علاقة عمارة بالحزب بدأت مع عودة عبد الإله بن كيران كأمين عام، واستقالته كانت مسألة وقت لفك الإرتباط بالحزب”.

ويؤكد الأندلوسي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن إستقالة عبد القادر عمارة كانت تحتاج إلى إعلان فقط، بحيث أنه استقال عمليا وفعليا منذ فترة، أو على الأقل جمد حضوره كفاعل حزبي، مشددا على أن إستقالته كانت منتظرة وغير مفاجئة، خاصة بالنسبة لأعضاء الحزب.

وأشار رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، إلى أنه منذ عودة عبد الإله بن كيران إلى الأمانة العامة اختفى عمارة من الساحة الحزبية، ولم يعد له حضور، وذلك راجع لموقف عمارة وثلة من وزراء الحزب وبعض القيادات من عودة بن كيران إلى مسؤولية الأمين العام.