لماذا وإلى أين ؟

الغالي يبرز خلفيات تخوف الإسبان من إعلان الملك التنقيب في الأطلسي

أبدى برلمانيون إسبان مخاوف حقيقية، من إعلان الملك محمد السادس في خطابه الأخير، نية المغرب التنقيب عن النفط في الساحل الأطلسي، وهو ما ترجمته النائبة عن ائتلاف الكناري، كريستينا فاليدو بالبرلمان الإسباني، من خلال سؤال موجه إلى وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، الذي بادر بدوره إلى بعث رسائل طمأنة للداخل الإسباني.

هذه المخاوف من نية المغرب الشروع في التنقيب عن الموارد النفطية في سواحله الأطلسية، تطرح تساؤلات عريضة عن السبب  الذي دفع الإسبان إلى التخوف من الإعلان الملكي في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء.

في هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “التخوف الذي أبداه البرلمان الإسباني، خاصة بعد الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 48 لانطلاق المسيرة الخضراء، هو تخوف يحاول أن يرسل رسائل إلى كون  أي تحول أو تطور ستعرفه المنطقة الأطلسية لا بد أن يكون لإسبانيا دور فيه”.

ويرى الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “إسبانيا بعد اعتراف حكومتها بمبادرة الحكم الذاتي، واعتبارها كمبادرة ذات جدية ومصداقية، يعطيها امتيازا مهما ويجعل منها شريكا يمكن الثقة به، خاصة إذا ما كان هذا الاعتراف استراتيجيا ومستوعبا للتحولات الجيوسياسية التي تعرفها المنطقة”، مشيرا إلى أن “التخوف الإسباني مشروع، لأنه يحمل إشارة مهمة  أن أي خطوات يمكن أن تقوم بها المملكة المغربية يجب أن تراعي فيها المصالح الإسبانية”.

محمد الغالي ـــ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش

ولفت الانتباه إلى “أنه بالرجوع  للخطاب الملكي الذي أكد فيه الملك العام المضي على ضرورة وضوح مواقف الدول تجاه الوحدة الترابية للمملكة وخروجها من الضبابية، وأنه لا يمكن للمملكة أن تعقد أي اتفاقية شراكة فيما يتعلق باستغلال الثروات التي تمارس عليها سيادتها إلا إذا كانت هذه الدولة واضحة”.

وتابع أنه “مادامت الحكومة الإسبانية بزعامة سانشيز، قد أعلنت عن موقف واضح من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، من خلال اعتبارها لمبادرة الحكم الذاتي ذات جدية ومصداقية وتشكل حلا لطي هذا النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة، فإن تخوف البرلمان لا يجب أن يكون فيه تهويل، وأن بقى تخوفا في الحدود المعقولة، مادام أن إسبانيا تربطها علاقة صداقة استراتيجية بالمملكة المغربية”.

وزاد الغالي: “لا يجب أن ننسى أن بين المملكة المغربية وإسبانيا  مجموعة من الاتفاقيات التي تحترم مصالح كل بلد، وأن هناك قانونا دوليا ينظم طريقة وكيفية استغلل الثروات ، خاصة بين الدول التي تجمعها حدود”.

وأردف أن “البرلمان الإسباني يتضمن قوى سياسية متنوعة ومتعددة، وليس بالضرورة أن يعكس موقف الحكومة، ولكن هذا التخوف يبقى تخوفا تفرضه الظرفية، ويجب التعامل معه باللياقة وما يلزم من اليقظة والحيطة والحذر والانتباه، خصوصا وأننا لاحظنا أن الجزائر تحاول أن تخلط الأوراق مرة اخرى بعد أن فشلت في مقاطعتها لإسبانيا، معتقدة أنها بذلك يتحدد بعض النتائج ضد المغرب”.

وأكد أن “الزمن أثبت أن تلك المقاطعة التي أقدمت عليها الجزائر لم تكن مجدية، والجزائر مرة أخرى تعيد الكرة وتعلن رغبتها في إعادة سفيرها إلى إسبانيا، مما يعني أن الجزائر تحاول ان ترمم بعض الأمور في علاقتها مع إسبانيا، ليس بهدف تحقيق أهداف للجزائر، ولكن بهدف التضييق على المملكة المغربية”.

وخلص إلى أن “الدبلوماسية المغربية مستوعبة لكل هذا السياق والظروف، حيث أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 48 لانطلاق المسبرة الخضراء هو خطاب جيو-سياسي استراتيجي من أجل التنمية الشاملة العالمية، لأنه تحدث عن تأهيل الساحل الأطلسي، فبدل أن يبقى بؤرة للإرهاب والتهديد العالمي، سيصبح بؤرة للتحولات والتطورات الاقتصادية، ومركز جذب للاستثمارات الدولية، وبالتالي تحقيق التنمية ليس فقط لشعوب إفريقيا ولكن للعالم ككل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
10 نوفمبر 2023 13:33

كان على المغرب ان يعمل على حسم مسالة الحدود البحرية مع إسبانيا قبل الاعلان عن التنقيب في المياه المحادية للكناري وذالك لتحجيم اطماع إسبانيا في ثروات المغرب وما أكترها في المحيط الاطلسي.

Reda
المعلق(ة)
10 نوفمبر 2023 04:05

حسب تحليل السياسي للاستاذ الغالي ان المغرب يجب عليه ستشارة إسبانيا في شؤون الداخلية للدولة نفهم من الكلام الاستاذ الغالي ان المغرب غير مستقل في ارضه وفي قراراته.وهذا غير مقبول يجب على إسبانيا أن لا تتدخل لشؤون الداخلية للمملكة المغربية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x