الأندلوسي يبرز مدى تورط إيران في دعم البوليساريو لاستهداف مدينة السمارة

كشف تقرير صحفي صادر عن مجلة ”دي فيلت” الألمانية، أن التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مدينة السمارة، قبل حوالي أزيد من أسبوع، والتي أعلنت الجبهة الانفصالية، ضمنيا، عن مسؤولية الوقوف وراءها، عززت المخاوف حول “استراتيجية إرهاب عالمي بقيادة إيران”.

وأكدت المجلة، استنادا إلى تقارير استخباراتية غربية، أن النظام الشيعي في إيران أقدم على نسج شبكة عالمية من الميليشيات، وقامت بدعمها بالسلاح والمال والتدريب، من بينها جبهة ”البوليساريو”، مشددة على أن “طهران قدمت صواريخ أرض جو وطائرات مسيرة لأعضاء البوليساريو، وأنشأ حزب الله، حليف إيران، معسكرات في الجزائر يدرب فيها مقاتلي الجبهة”.

معطيات مجلة ”دي فيلت” الألمانية تطرح علامات استفهام حول علاقة تقديم إيران صواريخ لجبهة البوليساريو والتفجيرات التي شهدتها مدينة السمارة خلال الأسابيع الماضية وتورطها في هذه الأحداث التي وصفت بـ”الإرهابية”.

تفاعلا مع ذلك، يرى رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، نبيل الأندلوسي، أن تورط إيران في تقديم مساعدات لجبهة البوليساريو الإنفصالية وإمكانية تقديم الدعم لها لتأجيج الأوضاع بمناطق الصحراء المغربية، سواء بشكل مباشر أو عبر وساطة جهات جزائرية أو عناصر من حزب الله تقوم بهذا الدور ما بين إيران والجبهة الانفصالية، مسألة واردة ومحتملة جدا، في سياق التطورات التي تعرفها المنطقة.

وأشار الأندلسي في تصريح للجريدة الرقمية “آشكاين”، إلى أن “هذا التدخل الإيراني في الشأن المغربي ودعم عناصر حزب الله لجبهة البولبساريو، كانت السبب المعلن من طرف الخارجية المغربية لقطع المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية”.

وبخصوص تورط إيران في التفجيرات التي شهدتها مدينة السمارة، أكد رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، أنه في ظل غياب معطيات رسمية ونظرا لفتح بحث قضائي لم يعلن بشأنه أي نتائج إلى حدود الآن واستحضارا للأبعاد والتداعيات الممكنة لهذا الحادث، فإن التروي في تحليل المعطيات المتداولة واجب، في انتظار خلاصات البحث القضائي التي ستكشف عن تفاصيل الحادث والمتورطين فيه.

وخلص الأندلوسي بالتأكيد إلى أن “تورط إيران في دعم البوليساريو للقيام وتنفيذ عمليات مثل ما وقع بالسمارة، فرضية واردة ولها ما يسندها”، مضيفا “لكن الإقرار الجازم بذلك مغامرة غير محسوبة، في ظل وجود بحث قضائي لم يعلن إلى يومه هذا عن خلاصاته وعن قناعته التي شكلها بخصوص هذا الحادث المأساوي”.