2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مع حلول 13 من نونبر من كل سنة تعود بنا الذاكرة السياسية إلى حدث وصف من طرف مراقبين بـ”التاريخي” في مسار ملف النزاع حول الصحراء، والذي مر على حدوثه ثلاث سنوات من الآن، حينما عملت القوات المسلحة الملكية على تحرير معبر الكركارات، في 13 من نونبر 2020، من ميليشيات البوليساريو التي حاولت قطع الطريق على القوافل التجارية التي تربط المغرب بعمقه الإفريقي.
هذا الحدث خلف حالة ارتجاج داخل قيادة جبهة البوليساريو وداعمتها الجزائر، كما أن مرور 3 سنوات على هذا الحدث يفسح المجال للتساؤل عن المتغيرات في ملف الصحراء منذ تحرير معبر الكركارات.
مكاوي: تحرير معبر الكركارات تحول استراتيجي وتاريخي في الصراع المغربي الجزائري
في هذا الصدد، يرى المحلل السياسي والخبير العسكري، عبد الرحمن مكاوي، أن “تحرير معبر الكركارات هو تحول استراتيجي وتاريخي في مسلسل الصراع المغربي الجزائري، فالجزائر كانت دائما تخطط لقطع جذور المغرب وعروقه الإفريقية وتخطط وتهندس للوصول إلى المحيط الأطلسي، وكانت تفكر في قطع العلاقات الاقتصادية والثقافية السياسية والإنسانية بين الشعب الموريتاني والمغربي”.

وأوضح مكاوي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “ذكرى تحرير الكركارات بدأت تعطي أفكار ولبنات وثمرات في بداية تحرير المنطقة المعزولة، وهي ذكرى سوف تتبعها ذكريات أخرى في تحرير ما تبقى من أقاليمنا الجنوبية، أو ما بقي من 20 بالمئة من الأراضي الصحراوية المغربية”.
وشدد على أن “تحرير معبر الكركارات أعطى بعدا استراتيجيا كبيرا لإخواننا في دول الساحل المنعزلة، كمالي والنيجر وبوركينا فاصو وموريتانيا، في الاستفادة من الإقلاع الاجتماعي والاقتصادي الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا”.
سالم عبد الفتاح: تطهير معبر الكركارات أحدث اختلالا في موازين القوى
من جانبه، قال رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إنه “لا شك أن حدث تأمين معبر الكركارات أحدث حالة من اختلال موازين القوى المتعلق بالنزاع حول الصحراء لصالح المغرب على حساب خصوم وحدته الترابية، حيث أنهى مناورات الجزائر، الرامية إلى تغيير الوضع في المناطق العازلة في الصحراء، فضلا عن محاولتها غلق ممر الكركارات”.
ويرى سالم عبد الفتاح في حديثه لـ”آشكاين”، أن “تأمين المعبر أحرق كافة أوراق الضغط التي كانت في يد خصوم المغرب ووحدته الترابية، وفي مقدمتها غلق المعبر، وورقة إعلان جبهة البوليساريو الإنفصالية عن الحرب الذي لم يترتب عنه سوى تكبدها لعديد الانتكاسات والهزائم المتتالية في مقابل انتصارات ومكاسب دبلوماسية وميدانية عديدة راكمها المغرب منذ تحرير معبر الكركارات”.
“هذه الأحداث”، يورد المتحدث “كرست تجاوز دور البوليساريو ضمن لعبة الحرب بالوكالة التي تشنها الجزائر ضد المصالح المغربية والوحدة الترابية للمملكة، واضطرت الجزائر للخروج بوجه مكشوف باعتبارها طرفا حقيقيا معنيا بهذا النزاع، حيث دخلت في موجة تصعيد غير مسبوقة ضد المغرب وبات دورها ينكشف في مواجهتها للمغرب في المحافل الدولية وتدشن العديد من الخطوات التصعيدية ضد المملكة وبات دورها يتضح لدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة كطرف رئيسي ومعني بهذا النزاع المفتعل، وهي مدعوة للمشاركة في الطاولات المستديرة”.

واعتبر سالم عبد الفتاح أن “حدث تطهير نقطة استراتيجية مثل معبر الكركارات، لها أهميتها، لكونها تضم معبرا استراتيجيا وقريبة من منطقة الكويرة ومطلة على الساحل الأطلسي، ولكونها أهم المناطق العازلة، أعقبه تأمين كامل للمناطق العازلة وإفشال المناورات الرامية لتغيير الوضع فيها، كما تفاعل المجتمع الدولي مع هذه التطورات الميدانية من خلال تسجيل عدة مواقف داعمة للمغرب، في مقدمتها الموقف الأمريكي المعترف بالسيادة الكاملة المغربية، إلى جانب الموقف الإسباني المتقدم، لكونها القوة الاستعمارية السابقة للإقليم التي باتت تدعم مبادرة الحكم الذاتي”.
موردا أن “هناك أيضا تسارع وتيرة افتتاح القنصليات التي ناهزت 30 قنصلية بالأقاليم الجنوبية، وهو ما انعكس أيضا على المقاربة الأممية التي باتت تنحو إلى مزيد من العقلانية والواقعية، وتتقاطع مع مبادرة الحكم الذاتي وتصفها بالجدية والمصداقية وذات الأولوية”.
وخلص إلى أن “هذه كلها عوامل تصب في حالة الحسم الميداني والسياسي والدبلوماسي التي يحققها المغرب بخصوص النزاع حول الصحراء، وبالتالي تجاوز كافة الطروحات الإنفصالية والراديكالية التي يعكف عليها خصوم المغرب وعلى وحدته الترابية”.