لماذا وإلى أين ؟

لعروسي يجرد آثار انتخاب رئيس جديد للأرجنتين على موقف بلاده من ملف الصحراء

فاز الاقتصادي الليبرالي المتطرف، خافيير ميلي برئاسة الأرجنتين، بحصوله في الانتخابات التي عرفتها بلاده يوم الأحد 19 نونبر الجاري، على 55,95 بالمئة من الأصوات، متفوقا على منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا، الذي حصل على 44,04  بالمئة من الأصوات.

ويعرف ميلي البالغ من العمر 53 عاما نفسه بأنه “رأسمالي فوضوي”، كما أنه معروف بقربه من الطائفة اليهودية المغربية، وخاصة من الحاخام الأكبر للطائفة اليهودية المغربية بالأرجنتين، شمعون أكسل واهنيش، وهو ما أكده الرئيس الجديد في تصريح لصحيفة “إلباييس”.

وأكد ميلي، في لقائه الصحفي،  أنه يتواصل مع الحاخام اليهودي المغربي المذكور، بشكل دائم على “واتساب” وأنه “يرشده في فهم عديد القضايا”، وهو ما يجعلنا نتساءل عن أثر تولي ميلي لرئاسة الأرجنتين على موقف بلاده من ملف الصحراء المغربية.

الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية المدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، عصام لعروسي

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الأمنية وتسوية النزعات الدولية، عصام لعروسي، أن “الأرجنتين ليست من الدول المعترفة بالبوليساريو، وحتى الحكومة السابقة لم يكن لديها موقف مؤيد للمليشيات الإنفصالية، بمعنى أن ثوابت السياسة الخارجية الأرجنتينية لا تبنى على أساس تعاطف ما”.

وأضاف لعروسي، في تصريح لـ”آشكاين”، أنه “بغض النظر عن قرب الرئيس الأرجنتيني من الحاخام اليهودي المغربي ومن الجالية اليهودية الأرجنتينية، فهناك حساب المصالح في هذه الظرفية الحالية، والأرجنتين تحتاج إلى بلد قوي كالمغرب، وتحتاج شراكة قوية وداعمة”.

وشدد المتحدث على أنه “يجب أن نفهم حقيقة مؤسسة الرئاسة داخل الحقل السياسي الأرجنتيني، حيث تعطى لهذا الرئيس صلاحيات واسعة ولكن هناك مهندسون للسياسة الخارجية الأرجنتينية، وهم أناس بيروقراطيون ويعتقدون أن المغرب لا يمكن ضرب مصالحه، خاصة أن الأرجنتين بلد ليبرالي منفتح على الاقتصادات الناشئة، ومرتبط بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الامريكية ومع تقاطبات ليبرالية عالمية”.

وأشار إلى أن “الرئيس الأرجنتيني يعبر عن هذا التوجه بناء على قناعات شخصية ووجدانية، لكن في نهاية المطاف ما يحكم السياسة الخارجية الأرجنتينية هي سياسة المصالح والتقارب مع أقطاب عالمية، خاصة أن هذه القضية لا تشغل جانبا كبيرا من الأولوية بالنسبة للأرجنتين، باعتبار البعد، نظرا لأن دول أمريكا اللاتينية بعيدة عن إفريقيا، لكن هناك وشائج وصِلات من خلال تنسيق اللقاءات والمنتديات والمؤسسات الأفرو- لاتينية”.

ويرى لعروسي أنه “على المغرب أن يلتقط هذه الإشارة وأن يتقارب مع السلطة الجديدة في الأرجنتين، علما أن الأحزاب اليمينية في الأرجنتين لها تلك الحمولة الشعبوية أحيانيا، و لها نظرة قومية للأمور، خاصة مع صعود الأحزاب اليمينية في العالم ككل”.

وخلص إلى أن “الأحزاب اليمينية تستوعب هذا المنطق وربما تتقارب مع وجهات النظر المغربية بخصوص حل قضية الصحراء المغربية في إطار الحكم الذاتي، وربما قد نرى تصريحا، في القريب العاجل، للرئيس الأرجنتيني، يؤكد على دعم مبادرة الحكم الذاتي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Reda
المعلق(ة)
24 فبراير 2024 18:45

الصحراء الجنوبية للمملكة المغربية ارض مغربية وستبقى مغربية ولا ننتضر من احدا ان يعترف لنا بذالك بستثناء المستعمرين للمملكة السابقون لهي فرنسا وإسبانيا لانهم يعرفون جيدا الحقيقة. اما الدول البعيدة موقفها زايد ناقص

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x