2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يبدو أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، لا ينوي زيارة المغرب، على الأقل في المدى القريب، وفق ما ذكرته مصادر عن الخارجية الإسبانية، نظرا لعدة أسباب من بينها تزامن لقاءاته الدولية، والعلاقات الجيدة التي باتت تربط البلدين بعد دعم إسبانيا لمبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كحل لنزاع الصحراء.
وقالت صحيفة “Confidencial Digital” إن رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، لا يعتزم القيام بالزيارة الرسمية التقليدية إلى المغرب، وهي رحلة دأب عليها رؤساء الحكومات الإسبان، وسقطت أهميتها هذه المرة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.
وشددت الصحيفة على أن “سبب التغيير لم يكن هو خطورة الوضع في المنطقة، والرغبة في طلب وقف العدوان على قطاع غزة، بل إن المغرب لم يعد، من حيث المبدأ، أول رحلة للرئيس التنفيذي، إذ أكدت مصادر من وزارة الخارجية لـ “Confidencial Digital” أنه “لا توجد رحلة مقررة إلى الرباط في المستقبل القريب أيضًا”.
التخلي عن التقليد
وأشار المصدر نفسه إلى أنه في الحكومات السابقة، كان من المعتاد أن تكون أول رحلة رسمية لرئيس السلطة التنفيذية إلى المغرب، في بادرة تقارب تجاه واحدة من أهم المناطق في العلاقات الدبلوماسية لإسبانيا، باعتبار أن سبتة ومليلية المحتلتين هما الحدود البرية الوحيدة بين أوروبا وأفريقيا، حيث ينظم المغرب، بالتعاون دائمًا تقريبًا مع إسبانيا، جزءًا كبيرًا من تدفق الهجرة من بلدان جنوب الصحراء الكبرى.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن قرار السلطة التنفيذية الحالية بعدم زيارة المغرب كأول وجهة لرئيس الحكومة، يضع حداً لعادة استمرت لعقود من الزمن والتي حافظ عليها الرؤساء السابقون مثل ماريانو راخوي وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، والتي بدأها فيليبي غونزاليس في عام 1982.
عدد القتلى الفلسطينيين
وأوردت “Confidencial Digital” أن سانشيز ذهب إلى إسرائيل ردًا على الصراع في قطاع غزة، لكونه يتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وقد استغل هذه الرحلة لإدانة هجمات حماس على إسرائيل، ولكن أيضًا لطلب رد يتوافق مع حقوق الإنسان، حيث قال للإسرائيليين: “إن عدد القتلى الفلسطينيين لا يطاق حقًا”، وأشارت الصحيفة إلى أن “أوروبا تمنع سانشيز من التحيز المؤيد للفلسطينيين خلال زيارته لإسرائيل”.
ومع ذلك، تسترسل الصحيفة، لم يستخدم هذا الصراع كذريعة من قبل السلطة التنفيذية لتبرير أن المغرب لم يكن الوجهة الأولى بعد التنصيب، حيث تؤكد مصادر حكومية أن “الوضع لم يكن ليتغير لو لم يسافروا إلى إسرائيل، وأنه ليس هناك رحلة مجدولة، كما أن تنظيمها ليس في الاعتبار أيضًا”.
وأكدت أنه بعد تنصيب الوزراء، حاول المسؤولون من إسبانيا تنظيم زيارة رسمية تقليدية إلى المغرب، لكن ذلك لم يكن ممكنًا بسبب مسألة الأجندات، كما زعم القصر الرئاسي، وانتهى الأمر بسانشيز بالذهاب إلى باريس كأول رحلة رسمية له.
علاقات جيدة بعد الأزمة الدبلوماسية لسنة 2021
وذكرت الصحيفة أنه بعد الأزمة التي أحدثها سماح إسبانيا بدخول زعيم البوليساريو لأراضيها قصد التداوي، وما تلاه من توتر غير مسبوق بين البلدين، نتج عنه إعلان إسبانيا تأييدها لمقترح المغرب لحل نزاع الصحراء عبر حكم ذاتي، باعتباره “الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية لحل هذا النزاع”، حيث تلقى سانشيز، في 7 أبريل 2022، دعوة من قبل الملك محمد السادس، لتناول إفطار على شرفه، وعقد اللقاء في الرباط بهدف “بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب”، بحسب الحكومة الإسبانية.
وخلص المنبر نفسه إلى أنه منذ ذلك اللقاء، اعتبروا في الشؤون الخارجية أن العلاقة مع الحكومة المغربية تسير على المسار الصحيح، وحصروا التوترات بين البلدين في الفترة ما بين أبريل 2021 و2022، لدرجة أن سانشيز لا يرى أن زيارة المغرب هي أولوية للعلاقات الخارجية، حيث يعتبرون في وزارة الخارجية أن “المشكلة المغربية قد تم حلها بالفعل وأن العلاقة بين البلدين في صحة جيدة، لذلك لا يرون ضرورة للتخطيط -قريبا- لزيارة رسمية للمغرب”.