2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

التقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الأربعاء 29 نونبر 2023 بالرباط، مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جون بيير لاكروا، حيث أجريا مباحثات تمحورت حول تعزيز التعاون بين المغرب ومنظمة الأمم المتحدة حول القضايا المرتبطة بمستقبل حفظ السلام، كما التقى المسؤول الأممي، اليوم الخميس، بالفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية.
وتأتي هذه الزيارة بعد حوالي شهر فقط من سقوط مقذوفات متفجرة على مدينة السمارة، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة، وهو ما يجعلنا نتساءل عن الخلفيات غير المعلنة لهذه الزيارة ما علاقتها بأحداث السمارة.
لعروسي: الأمم المتحدة تحاول منع تطور الصراعات بالمنطقة

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية الخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات الدولية، عصام لعروسي، أن “زيارة الوكيل العام للأمين العام للأمم المتحدة لعملية حفظ السلام، والذي يلتقي ببوريطة، تدخل في إطار الدور المغربي في حفظ السلام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وأكد لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “منطقة شمال إفريقيا تعني الأمم المتحدة بشكل كبير، خاصة على خلفية الأحداث التي عرفتها مدينة السمارة، وبالتالي فإن الاهتمام تأجل بهذه الأحداث التي يعيشها العالم والحرب على قطاع غزة “.
وشدد على أنه “كان من المفهوم أن هذه الزيارة قد تأخرت نسبيا، خاصة أن التحقيقات حول أحداث السمارة لازالت لم توضح عمليا نتائجها، رغم أن كل المؤشرات تدل على تورط مليشيات البوليساريو ومن يدعمها من أطرافا أخرى تريد الفتنة وإثارة الفوضى في المنطقة”.
وأورد بأن “الأمم المتحدة تحاول أن لا تتطور الأمور إلى صراعات وأزمات مستفحلة في المنطقة، ما يعني ان هذه الزيارة تصب في هذا الاتجاه”.
زهور: زيارة اعتراف بدور المغرب في حفظ السلام

من جانبه، يرى استاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور، أن “هذه الزيارة بمثابة اعتراف بدور المغرب ومساهمته في عملية السلام على الصعيد الدولي، نظرا لكون المغرب يشارك في العديد من عمليات حفظ السلام في إفريقيا وفي مناطق مختلفة في العالم، وأبان المغرب بأن له كفاءة عالية وجنوده يلعبون دورا محوريا في عملية حفظ السلام خاصة في إفريقيا، والمغرب فقد العديد من جنوده في عمليات حفظ السلام على المستوى الإفريقي خاصة”.
وأضاف زهور، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “مساهمة المغرب في حفظ السلام لا تنحصر على مشاركته في حفظ السلام الدولي، بل ساهم كوسيط وكقائد دولي دبلوماسي قاد مجموعة من المفاوضات بين أطراف متنازعة، سواء بين فرقاء في دول إفريقية، مثل ليبيا، وعدد من دول جنوب الصحراء”، موردا أن “المغرب في جميع المحافل والملتقيات الدولية كان المغرب يفضل الاختيار الدبلوماسي لإيجاد الحلول للنزاعات الدولي”.
وخلص إلى أن “المغرب كدولة محبة للسلام وتسعى لتحقيقه فإنها ساهمت باحتضان مجموعة من المفاوضات السياسية التي أفضت إلى توقيع اتفاقيات السلام بين مجموعة من الفرقاء المتنازعين، ولعل اتفاق الصخيرات كان نموذجا في هذا المجال”.