2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت الخارجية الأمريكية عن وصول نائب مساعد وزير الخارجية، جوشوا هاريس، إلى الجزائر العاصمة، أمس الأربعاء 6 دجنبر الجاري، لبدء جولة من المشاورات مع الجزائر والمغرب.
وأوضحت الخارجية الأمريكية، أن الجولة تأتي في إطار “تعزيز السلام الإقليمي وتكثيف العملية السياسية التابعة للأمم المتحدة في الصحراء للتوصل إلى حل دائم دون مزيد من التأخير”، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن خلفيات هذه الزيارة في ظل الوضع الدولي المحموم بالتوتر.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الخبير في شؤون الصحراء المغربية، أحمد نور الدين: ليست المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول من هذا المستوى البلدين من أجل محاولة إيجاد حل للمعضلة التي استمرت لأزيد من نصف قرن بين المغرب والجزائر بشكل إيرادي من الطرف الجزائري”.
وأكد المتحدث لجريدة “آشكاين”، أن “الولايات المتحدة الأمريكية تلعب على كل الحبال في هذا الصراع بين المغرب والجزائر، سواء على تقلب الإدارة الأمريكية بين الفيل والحمار، أو بين الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري، وحتى على مستوى نفس الحزب نجد تقلبا في المواقف، وهذا مفهوم لأن أمريكا لم تقل دائما سوى أنه ليس لها أصدقاء أو أعداء دائمون، والخطأ هو في من يضع بيضه كله في سلة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وشدد على أنه “إذا عرفنا أن أمريكا تلعب على كل الحبال، فعلى المغرب أن يأخذ الحيطة والحذر، والمغرب لديه تجارب في هذا الباب حينما حاولت أمريكا سنة 2013 توسيع صلاحيات المينورسو ضدا على القرار المنشئ أصلا للمينورسو وضدا على إرادة المغرب، واستطاع المغرب أن يتجاوز تلك المحنة”.
وتابع أن “الجزائر تقدم للولايات المتحدة الأمريكية إغراءات على مستوى البترول، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول الضغط على الطرفين من أجل الحصول على أكبر تنازلات في قضايا أحيانا سياسية مثل قضايا التطبيع، أو المواقف من روسيا والصين، وأحيانا في المجال الاقتصادي، مثل الحصول على حصص من حقول النفط والغاز بالنسبة للجزائر، سواء في الساحل أو الصحراء، وبالنسبة للمغرب في المجالات الاقتصادية الأخرى، مثل الغاز المسال، أو الحصول على محطة نووية من الولايات المتحدة بدل روسيا أو فرنسا أو غيرهما”.

واسترسل أن “هناك ثلاث معطيات يمكن أن تدفع أمريكا بكل جدية، وليس بنوع من الانتهاز، لإنهاء ملف الصحراء، أولها التحولات التي تعرفها منطقة الساحل والصحراء ودخول غريم الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، خاصة في مالي، مع وجود حرب تدور رحاها منذ تقريبا شهرين في منطقة الأزواد، ولولا الحرب في غزة لسلط الإعلام الأضواء عليها، بين الأزواد وقوات فاغنر الروسية، ما يعني أن أمريكا تشعر بخطر كبيرا جدا بالتواجد الروسي في خاصرة المغرب العربي ولا تريد له أن يتمدد”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة الأمريكية تريد قطع الطريق على روسيا في هذه المنطقة وتريد إخماد الصراع بين المغرب والجزائر حتى تنزع مبرر دخول روسيا إلى المنطقة”.
وأبرز المتحدث أن “المعطى الثاني الذي يدفع أمريكا لإنهاء الصراع بين المغرب والجزائر، هو كون الصين أصبحت الشريك الأول للجزائر، وشريكا معتبرا للمغرب، وأصبحت الشريك الأول لاقتصاد إفريقيا، ومعلوم أن الولايات المتحدة دخلت مع الصين في صراع اقتصادي مفتوح، والمغرب العربي وإفريقيا يشكلان ورقة مهمة في هذا الصراع”.
وأردف أن “ثالث دوافع أمريكا لإنهاء هذا الصراع، وقد يكون أول هذه الدوافع، هو الانفجار الذي يشهده الشرق الأوسط بسبب حرب غزة منذ شهرين، وأصبحت الخارطة الجيوسياسية للعالم العربي والشرق الأوسط ومنطقة شمال إفريقيا كلها معرضة للاهتزاز، والولايات المتحدة ربما تحاول أن تجد لها مناطق ارتكاز في المناطق التي هي أثقل حدة في التوتر، وهي المغرب العربي”.
وخلص إلى أنه “في إطار سعي الأمم المتحدة إلى إطفاء الحريق الذي شب في غزة، والذي قد يتمدد إلى مناطق أوسع، خاصة بعد تحذيرات أممية، ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تأخذ بجدية هذه التهديدات وتريد إطفاء هذا الحريق من خلال الارتكاز على مناطق أقل توتر في المغرب العربي”.
مضيفا أن “الولايات المتحدة الأمريكية انتهازية حتى مع حليفها المغرب، رغم أنه منذ 2004 وهو يعتبر حليفا استراتيجية في المنطقة، وبالتالي إذا كان هناك تغير في الموقف من أجل الدفع لإنهاء النزاع فالذي يمليه هذه المعطيات الجيوستراتيجية الجديدة سواء في المغرب العربي أو العالم ككل”.
اتفق مع الكاتب والصافي المحنك احمد نور الدين أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب بالطرفين من أجل الحصول على أكبر تنازلات في قضايا سياسية مثل قضايا التطبيع، أو المواقف من روسيا والصين، وأحيانا في المجال الاقتصادي، مثل الحصول على حصص من حقول النفط والغاز بالنسبة للجزائر، سواء في الساحل أو الصحراء، وبالنسبة للمغرب في المجالات الاقتصادية الأخرى، مثل الغاز المسال، أو الحصول على محطة نووية من الولايات المتحدة بدل روسيا أو فرنسا أو غيرهما”. ليتنا نستفيق كعرب ونعي كيف يستغلنا الغرب وامريكا ويسرق خيراتنا وندفع الاثمان دما وفقرا وعدم استقرار