2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

رافقت العديد من الزلات والأخطاء الكارثية، إدارة كبير الباميين، عبد اللطيف وهبي لحقيبة وزارة العدل، طيلة سنة 2023، وعوض أن يخلق السعادة في وجوه المغاربة، حول حياة شريحة واسعة منهم إلى “تعاسة” حقيقية لم يسلم منها كثيرون، بل أهان شريحة واسعة من المغربيات والمغاربة، حين خرج، بدون حياء ولا استحياء، ليفتخر أمام الملأ بابنه الذي درسه في كند، لأن “باه عندو لفلوس”.
لهذا ارتأت جريدة “آشكاين”، أن تمنح وهبي شخصية وزير “التعاسة”، لهذه السنة، وهو لقب يستحقه عن جدارة واستحقاق وبدون منازع، كيف ذلك؟ تابعوا معانا التقرير التالي:
في الحقيقة بوادر “تعاسة” الوزير وهبي، لا تعود فقط الى السنة الجارية، بل ابتدأت منذ أن تولى حقيبة العدل في السابع من أكتوبر 2021، حيث لم تمر سوى أسابيع قليلة فقط من تقلده لهذا المنصب حتى صار حديث القاصي و الداني، وبسخرية عارمة، بسبب واقعة “التقاشر”، إذ تلفظ حينها بأسلوب “سوقي منحط” مقرون بعبارات تهديدية متعالِية، في وجه المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتارودانت قائلا “شوف كنعرف كلشي وكنعرف لون التقاشر اللي أنت لابس”.
ابن “الطليعة” يهين الطبقات الشعبية
من سخرية الأقدار أن عبد اللطيف وهبي الذي تحول إلى أحد ألذ أعداء الطبقات الشعبية، لم يكن سوى “مناضلا طليعيا” ينشط في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي أسسه أحمد بنجلون (الأخ الأصغر للمناضل الاتحادي الشهير المغدور عمر بنجلون).
كثيرون لا يصدقون أن هذا الرجل الذي تتلمذ السياسة ومهنة المحاماة على يد عائلة يسارية عريقة لها باع طويل بل ودفعت حياتها ثمنا لقناعتها، سيتنكر لكل شيء ويتحول إلى شخص يتفاخر بنجاح ابنه في امتحان المحاماة لأن “باه” أي وهبي “لباس عليه وعندو لفلوس وقراه في كندا” وهو احتقار آخر للجامعة المغربية وأطرها، بل إنه أمين حزب سياسي كسب رصيده السياسي والانتخابي على ظهر الفقراء في القرى والمداشير، بما في ذلك دائرة تارودانت، مسقط رأسه (وهبي)، الذي نال فيها أصوات المهمشين الذين يحتقرهم اليوم.
زملاء الأمس أعداء اليوم
خلق وهبي سلسلة عداوة منذ أن صار أمينا عاما ووزير عدل، بدأ بتصفية الحسابات من منطلق منطق ضيق داخل “البام” لم يسلم منها حتى من يشتغلون في المقرات والهياكل الإعلامية للحزب، عبر عملية تطهير شاملة، ثم انتقل بعدها إلى زملاء الأمس في المهنة (المحامون)، حيث حاول أن يخلق احتقانا غير مسبوق في المجال، حين أصر، وبنهج استعلائي، فرض قوانين وعلى رأسها قانون مهنة المحاماة، ومشروع قانون المسطرة المدنية، دون الرجوع إلى تنظيمات أصحاب البدلة السوداء. وكان ذلك سببا في خروج المحامين إلى الشارع احتجاجا على منهجية اشتغاله، مع رفع مطالب بإقالته، ولم يخمد الوضع المحتقن إلا بعد أن تراجع مرغما.
ليس هذا فقط، بل إن امتحانات مزاولة مهنة المحاماة، شهدت أسوأ صورة لها في عهد وهبي، وتحولت في سابقة غير معهودة إلى قضية رأي عام، أولا بسبب “وقاحة” تصريحات وهبي، وثانيا بسبب شبهات “التزوير والتلاعب” التي طالتها، حيث أظهرت النتائج المعلنة أن الناجحين في معظمهم أقارب لمسؤولين سياسيين وقضائيين ونقباء بهيئات المحامين، ومن ضمنهم نجل وزير العدل، ما أثار جدلا واسعا، تفجّرت معه اتهامات بـ”المحسوبية” وبـ”عدم المصداقية”.
ودفعت الواقعة مجموعة من الراسبين في امتحان “المحاباة”، كما باتت توصف، إلى خوض احتجاجات وإضرابات عن الطعام، لم تنتهي إلا بتدخل من مؤسسة “الوسيط” التي نادت بإعادة الامتحان من جديد، وهو الأمر الذي استجاب له رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ليصلح ما أفسده وهبي ويسعد من أتعسه هذا الوزير المتعالي.
صراع مع أعيان الصحراء
عنجهية وهبي، جرت عليه خصومات حتى مع أعيان الصحراء، حين أقدم، وبجرأة غير معهودة، على طرد أحد أبناء أبرز الرموز السياسية تاريخيا في الصحراء، وهو محمد سالم الجماني، من حزب الأصالة والمعاصرة.
ولم يكتفي بذلك، بل هدد الجماني علنا بـ” فتح ملفاته”، مما آثار حفيظة ليس فقط المنتخبون والقياديون بالبام في العيون، عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة، بل خلق غضبا عارما وسط أعيان الصحراء أجمع.
وقال أعيان الصحراء إن هجوم وهبي على الجماني يحمل “رسائل خطيرة وغير مقبولة وغير مسبوقة”، حين حول خلاف حزبي تنظيمي بسيط إلى هجوم ومزايدات مست الفاعل السياسي والحزبي والعملية الديمقراطية بمدينة العيون، بل تعدت هذه التصريحات إلى المس من الأدوار التاريخية والحالية لفاعلين سياسيين في المنطقة في معركة دفاعهم عن القضية الوطنية لكافة أفراد الشعب المغربي.
وهكذا وعوض أن يخلق وهبي انسجاما، تتطلبه المرحلة، وسط الحزب في الأقاليم الجنوبية، صار هو قائد السفينة الذي يدفع بها نحو الغرق.
لي ذراع الدولة
وهبي لم يتعلم الدروس من كل ما سبق، وفي الوقت الذي كانت فيه أزمة التعليم في بدايتها، والحكومة تسارع الزمن لتطويقها، قام هذا الوزير المنفوخ ريشه بإطلاق تصريحات تحمل في طياتها تهديدات لرجال ونساء التعليم، واتهامات مبطنة إلى كون هذه الفئة تريد لي ذراع الدولة، رافعا في وجههم التحدي، فما كان منهم إلا قبول تحديه، الذي بسببه وقع مزيد من الزمن التعليمي لأبناء وبنات المدرسة العمومية المغربية، قبل أن ينقذ رئيس الحكومة الموقف مرة أخرى، وينتصر للشغيلة التعليمية ويدعو للجلوس مع التنسيقيات الاحتجاجية، في لي مباشر لذراع وهبي ويخيب أمله في رؤية هذه الفئة عائدة للأقسام مذلولة.
وزير التعاسة بامتياز
أبان كل ما سبق وما قد يأتي أن عبد اللطيف وهبي الذي وجد نفسه يقود حزب “الجرار”، يتجه به وبحقيبة العدل صوب الاصطدام بالحائط.
فلا يكاد المرء ينسى إحدى فضائحه إلا وعاد ليقترف أخرى أفظع، بل حتى مشكلة الأساتذة وأزمة التعليم التي لا تربطه به أي علاقة، أراد أن يحشر فيها نفسه.
لهذا وغيره كثير، نال وهبي جائزة وزير “التعاسة”، عن جدارة واستحقاق للأسف. وفي انتظار قدومه لتسلمها من مقر الجريدة بالرباط نتمنى لقراء “آشكاين” ولكل المغاربة، بمناسبة حلول السنة الجديدة، سنة سعيدة وكل عام وأنتم بخير.
Achkain a depuis l’instalation de ce gouvernement une ddbt contre deux ministres a savoir celui de la culture et celui de la justice ! !POURQUOI ?That ‘s the question !
سبحان الله بان لكم عا هذ وهبي كلهم وهبيات
نعم أنه يستحق تلك الجائزة. وأنا أسميها جائزة “التعاسة و النحس” وهو يستحقها عن جدارة و بالواضح وليس “من تحتها”.
شكرا اشكاين على هذا المقال الرائع. كنت سأضع خمس نجوم كتقيم المقال، لكن خطأ ضغطت على نجمة واحدة. اعتذر عن ذلك
رائع وممتاز.