2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
عبد الفتاح يعدد بوادر تفكك الجبهة الإنفصالية

منذ سنوات ومخيمات تندوف التي تسيطر عليها جبهة البولسياريو تشهد انفلاتا أمنية وصف بـ”الخطيرة”، تارة بسبب اندلاع حروب مسلحة بين بعض أعضاء القبائل المختلفة، وتارة أخرى بوقوع أحداث مسلحة تستهدف ما يسمى بـ”الادارات” وسكنيات “المسؤولين”.
انتشار الجريمة داخل مخيمات تندوف بسبب انتشار الأسلحة، استنفر كذلك الصحافة الموريتانية، التي دعت المسؤولين بالجمهورية الموريتانية إلى التدخل من أجل منع دخول الأسلحة إلى البلاد ما يشكل تهديدا حقيقيا على المواطنين الموريتانيين.

المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان؛ محمد سالم عبد الفتاح، يرى أن عودة قاطني مخيمات تندوف إلى الإنضواء في إطارات ذات طابع قبلي أو “التحشيد القبلي” ينم عن ضعف التعبئة والدعاية السياسية الإنفصالية، خاصة بعدما بثت قيادة البوليساريو الخطاب العنصري القبلي بغية تفكيك المجتمع الصحراوي للتحكم في التوازنات الإجتماعية داخل المخيمات.
ووفق عبد الفتاح الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين” الرقمية، فإن قاطني المخيمات يحتمون بالإطارات ذات الطابع القبلي في ظل تفكك الجبهة الإنفصالية وحالة الهشاشة الأمنية والفوضى التي تشهدها المخيمات، مبرزا أن الإحتماء بالقبيلة تعبير عن امتعاض السكان وسخطهم العارم إزاء الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية ومؤشر على تمردهم ضد أساليب التدبير الإستبدادي المفروض عليهم.
ويفسر المحلل السياسي أسباب فشل الدعاية السياسية لقيادة البوليساريو، مشيرا إلى أنه مرتبطة بالتطورات السياسية والدبلوماسية والميدانية التي يشهدها ملف الصحراء، والمتسمة أساسا بتوالي الهزائم والإنتكاسات بالنسبة للأطروحة الإنفصالية في مقابل الإنتصارات التي راكتها الدبلوماسية المغربية.
وخلص عبد الفتاح بالإشارة إلى أن “انتشار مجموعات الجريمة داخل مخيمات تندوف ومجموعات الفكر الديني المتطرف بعد لجوء قيادة البولساريو إلى الجماعات الدينية المسلحة المنتشرة في بلدان الساحل، والتي أصبحت تسهم في تأطير قاطني المخيمات نتيجة تراجع الدعاية الإنفصالية”، وفق تعبير المتحدث.