2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف تقرير لصحيفة “Fresh plaza” الإسبانية المتخصصة في أخبار سوق الخضر والفواكه والتجارات الفلاحية، أن تداعيات الحرب في الشرق الأوسط وأزمة الشحن التي تسببت فيها في البحر الأحمر أدت إلى حدوث اضطرابات كبيرة في تدفقات الصادرات الزراعية في العديد من البلدان من بينها المغرب، فضلا عن مضاعفة تكلفة الشحن من المغرب نحو آسيا.
وأورد التقرير، نقلا عن مراد الراكوراكي، نائب رئيس الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات (AMTRI) ومدير فرع شركة متعددة الجنسيات لنقل البضائع، أنه “حتى الآن، لا يزال الحصار على مضيق باب المندب، جنوب البحر الأحمر، مستمرا، على الرغم من تشكيل الولايات المتحدة تحالفًا لتأمين حركة الملاحة البحرية في المنطقة، فلم يتغير شيء، حيث تعتبر شركات الشحن أن المخاطر كبيرة جدًا، وقد قرر معظمها القيام بتحويل صادراتها إلى طرف أخرى”.
وأضاف المصدر ذاته، أن “هذا الوضع في البحر الأحمر لا يطاق، لأنه يمثل 15 بالمائة من تدفقات الشحن البحري على مستوى العالم. وقد تخلت أغلب شركات الشحن عن البحر الأحمر، الأمر الذي يخلف عواقب على كل الصادرات، ولكن أيضاً على الواردات من آسيا وإليها، بما في ذلك الواردات من القطاع الزراعي”.
واستمر المصدر ذاته، أن “هذه الأزمة الكبرى تقسم العالم إلى قسمين منفصلين إلى حد ما، اعتمادًا على المنتجات التي يتم تسويقها. فمن ناحية هناك أوروبا وشمال أفريقيا، ومن ناحية أخرى آسيا وشرق أفريقيا. وتختلف أضرار الحملات الزراعية باختلاف المنتجات الموجودة في موسمها. وأكثر الصادرات تضررا هي صادرات الحمضيات والتفاح في مصر، بولندا ودول أوروبية أخرى، والعنب في الهند على سبيل المثال”.
وأوضح المصدر، أن “العجز التجاري سيصبح واضحا قريبا – إذا لم يتغير شيء – مع حلول العام الصيني الجديد، وهو فرصة عظيمة لصادرات الفاكهة إلى الصين”. وتتزامن الأزمة أيضا مع فترة الشراء استعدادا لشهر رمضان، وهو ما سيبعد المصدرين المغاربة عن الدول ذات الكثافة السكانية المسلمة الكبيرة في آسيا، مثل الهند وبنغلاديش وباكستان وإندونيسيا وماليزيا.
وقال المصدر، أنه من الصعب إجراء تقييم دقيق لتأثير الأزمة على المصدرين المغاربة لسبب بسيط وهو أن الصادرات المغربية تعاني بالفعل من الآثار الكاملة للجفاف، الذي أدى إلى انخفاض كبير في الصادرات إلى آسيا، حيث يركز المصدرون على السوق الأوروبية مع الكميات التي تمكنوا من حصادها هذا الموسم.
وأشار المصدر، إلى أن “أزمة البحر الأحمر أدت إلى تفاقم التأثير على الفلاحة المغربية، حيث تضاعفت تكاليف النقل إلى آسيا وزادت فترات التسليم ما بين 10 و15 يوما، وبالتالي فإن تصدير الفواكه والخضروات جعل المنتجات المغربية باهظة الثمن”.