لماذا وإلى أين ؟

زهور يعدد خلفيات سماح نظام قيس سعيد للانفصاليين بالمشاركة في معرض دولي بتونس

خلافا لما صرح به وزير الخارجية التونسية، نبيل عمار، أواسط أكتوبر المنصرم، بأنه “ليس هناك “قطيعة أو عداوة” بين تونس والمغرب”، نجد أن بلاده مازالت مستمرة في خطوات تبعث رسائل سياسية قد تعمق التوتر بين البلدين.

وأقمت تونس مجددا على احتضان ممثلين عن جبهة البوليساريو في معرض صفاقص الدولي للصناعات التقليدية والحرف بجمهورية تونس، وفق ما ذكرته وكالة أنباءتابعة للبوليساريو، وهو ما يجعلنا نتساءل إن كانت هذه الخطوة ستعمق الأزمة بين المغرب وتونس، في ظل التوتر الحاصل بين البلدين بسبب استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم الإنفصاليين إبراهيم غالي في غشت 2022.

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور، أن “المغرب يفهم جيدا أن تونس في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها حاليا، فإن مواقفها السياسية في هذه القضية أصبحت رهينة للجزائر”.

أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق جامعة محمد الأول بوجدة، محمد زهور

ويرى زهور، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “العلاقات مع تونس تاريخية، وهذه الظرفية التي تشهد فيها تونس أزمة سياسية، لا يجب أن نفسرها على أنها تعبر عن موقف الشعب التونسي، ما يعني أن هذا موقف لسلطة سياسية تعيش أزمة، علاوة على أنها أصبحت رهينة للنظام الجزائري”.

وشدد على أن “هذا التصرف، يجب أن نأخذه على أنه في ظل أزمة سياسية وفي ظل التخبط السياسي الذي يعيشه النظام التونسي الحالي”.

ولفت الانتباه إلى أن “موقف الشعب التونسي واضح من الوحدة الترابية للمملكة، وماهي إلا مسألة وقت لتعود تونس إلى موقفها التاريخي الداعم لقضية الوحدة الترابية”.

ولم يستبعد زهور أن “مثل هذه المواقف تعمق الأزمة بين المغرب وتونس”، مشيرا إلى أن “المغرب يدرك جيدا أن هذا يأتي في سياق عدم الاستقرار السياسي في تونس”.

وخلص إلى أن “هذا لا يعبر عن موقف الشعب التونسي والموقف التاريخي لتونس، وهذا التصرف لا يعكس حقيقة الشعب التونسي، لكن النظام التونسي يعيش أزمة ويتخبط حتى في مواقفه، ليس فقط في ما يخص قضية الوحدة الترابية للمغرب، ولكن في قضايا كبرى في علاقته مع مجموعة من الدول”.

وتعود أسباب التوتر بين البلدين إلى غشت 2022، بعدما استقبل رئيس تونس قيس سعيد، زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، للمشاركة في منتدى طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا بتونس العاصمة.

ودفع هذا التصرف الرباط آنذاك للاحتجاج ضد حضور غالي القمة واستدعت سفيرها من تونس للتشاور وردت تونس بالمثل، وليومنا هذا لا يوجد ممثلان دبلوماسيان عن الجانبين في كلا البلدين.

وقالت الخارجية المغربية آنذاك إن القرار يأتي بعد أن “ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x