لماذا وإلى أين ؟

ملف الصحراء وراء إلغاء زيارة ألباريس إلى الجزائر (معتضد)

قبل ساعات قليلة من رحلته إلى الجزائر، طلب قصر المرادية من خوسيه مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، إلغاء زيارته والسبب، بحسب مصادر إعلامية إسبانية نقلا عن مصدر دبلوماسي إسباني، هو أن “نظيره الجزائري لديه أجندة ممتلئة”، فيما أشارت تقارير إسبانية إلى أن الأمر يعود لمعارضة العسكر الجزائري لهذه الزيارة.

تفاعلا مع هذا الحدث، يرى الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية هشام معتضد، أن إلغاء زيارة وزير خارجية إسبانيا إلى الجزائر يترجم من جديد “التخبط السياسي الذي تعيشه الأجهزة الجزائرية والتيه الدبلوماسي الذي يهيمن على مؤسساتها الحاكمة والتعثر الإستراتيجي الذي أصاب نظام الحكم في الجزائر في تدبير علاقاته الخارجية بالإضافة إلى فشل نظامها العسكري في فهم حيثيات العلاقات الدولية”.

وقال معتضد في حديثه لـ”آشكاين”، إن هذا الإلغاء من طرف الجزائر يؤكد مرة أخرى “عدم إستعداد العسكر الجزائري بمعية جهاز تنفيذه في قصر المرادية على إستعاب التحولات الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة ويحاولون فرض أشياء غير قابلة للتطبيق من أجل تنفيذ أجندات سياسية على حساب زيارات رسمية لمسؤولين دوليين وذلك لتضليل الرأي العام الداخلي والإقليمي والدولي”.

هشام معتضد ــ الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية

ووصف المتحدث ما حدث “الفشل الدبلوماسي الجديد للجزائر مع إسبانيا”، مشددا على أن تراجع الجزائر عن إستقبال وزير الخارجية الإسباني رغم “التطبيل الإعلامي” الذي رافق الإعلان عن الزيارة، “يعكس عدم نضج الثقافة السياسة للفكر الدبلوماسي لدى حكام الجزائر وعجزهم عن تمرير رسائلهم السياسية والدبلوماسية من خلال هندسة إستقبالات رسمية”.

وبحسب الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، فإن النظام الجزائري “كان يراهن على هذه الزيارة من أجل إنتزاع موقف إسباني مُحين بخصوص ملف الصحراء المغربية، ولو في حدود الشكليات الدبلوماسية، لكن رفض المؤسسات في مدريد لهذا التوجه وتمسك الدولة الإسبانية بموقفها الإستراتيجي اتجاه هذا النزاع المفتعل دفع الجزائر لإنهاء إستعدادات الإستقبال لهذه الزيارة”.

“الجزائر كانت تراهن بشكل كبير على هذه الزيارة من أجل فك عزلتها الدبلوماسية ومحاولة إرجاعها على مستوى الساحة الإقليمية، حيت قدمت تحفيزات كبيرة وإمتيازات إستثمارية ضخمة لرواد الأعمال الإسبان من أجل إنجاح هذه الزيارة بغية تطهير صورة الجزائر الدبلوماسية وتسويق جديد لمؤسساتها السياسية”، يسترسل المتحدث.

وخلص معتضد بالإشارة إلى أن هذا “الإخفاق الدبلوماسي الجديد للجزائر وعدم إستجابة إسبانيا لطلبات حكامها رغم إغراء اتهم المختلفة، إنطلاقا من الثرواث الطبيعية وصولًا إلى الإلتزامات السياسية، يبرهن من جديد على الإنهيار الفكري والسياسي لمنظومة الحكام الفعليين في الجزائر ودخول نظامها الحاكم في أزمة سلطة غير مسبوقة وفشل سياسي جد معقد”، وفق المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x