2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، الأربعاء 21 فبراير الجاري، بمقر هذه الإدارة، الجنرال مايكل لانغلي قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا (USAFRICOM)، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة المغربية.
وتباحث الجانبان، وفق بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، سبل تعزيز التعاون في مجالات أمنية مختلفة، كما أبرز لودي لقائد أفريكوم “المبادرة الملكية الرامية إلى تحويل الواجهة الأطلسية لإفريقيا إلى فضاء للسلم، والاستقرار والازدهار المشترك، بإشراك جميع بلدان الشريط الأطلسي للقارة، من خلال تسهيل ولوج بلدان منطقة الساحل المعزولة إلى المحيط الأطلسي، وهو ما من شأنه، وفقا للرؤية الملكية، تعزيز التعاون جنوب-جنوب والأمن والسلام في هذه المنطقة”.
وكان ملفتا في البلاغ المذكور، إجراء مباحثات في نفس اليوم بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، تناولت “مختلف جوانب التعاون العسكري الثنائي وكذا الوضع الأمني الإقليمي، المتفاقم جراء تواطؤ الجماعات الإرهابية مع الجماعات الانفصالية والشبكات التي تنشط في الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر”، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن ما يعنيه هذا الأمر، ولماذا تمت إحاطة قائد “أفريكوم” بهذا الترابط بين الجماعات الإرهابية والجماعات الانفصالية، وما علاقة البوليساريو بذلك؟
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية والعميد السابق لكلية الحقوق بتطوان، محمد العمراني بوخبزة، أن “المتتبع للتصريحات المتكررة لوزير الخارجية المغربي، والتي ذكر فها أكثر من مرة، خاصة في اللقاء الأخير للقمة 37 للاتحاد الإفريقي، والتي ذكر فيها بشكل واضح أن هناك تهديدات تتعلق بعلاقة الحركات الانفصالية بإفريقيا بشكل عام، بالتنظيمات الإرهابية”.
وشدد بوخبزة، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أنه “لا يمكن لوزير خارجية مسؤول لدولة لها هذه الحظوة والمكانة داخل الاتحاد الإفريقي، أن يعلن ويصرح بأن هناك علاقة قائمة بين الحركات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية، بمعنى أن هذا التصريح مبني على معطيات وعلى معلومات”.

وأشار إلى أن “الاستخبارات المغربية قوية جدا ولها معطيات دقيقة، وهي العطيات التي تتقاسمها مع دول أخرى تشتغل معها على مشاريع أمنية كبيرة جدا، كمشروع محاربة الإرهاب، ما يعني أن هذه المعطيات متقاسمة بين المغرب وبين أطراف أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”.
ولفت الانتباه إلى أن “المعطيات التي يتوفر عليها المغرب، والتي تفيد أن هناك ارتباطا قويا جدا ما بين البوليساريو والتنظيمات الإرهابية، خاصة في منطقة الساحل، هو ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية على يقين بذلك، ما يعني أنه يجب العمل المشترك لمواجهة هذه المخاطر التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا، والحديث هنا عن منطقة أصبحت هشة وتهدد أمن دول المنطقة”.
وخلص إلى أن “هذا الإعلان هو تأكيد لما أعلن عنه المغرب، ما يعني، أن المغرب لا ينطق عن الهوى، بل يتحدث عن معطيات دقيقة تم التأكد منها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والأخيرة لا يمكن أن تتبنى موقفا غير قائم على معطيات غير صحيحة ويمكن التأكد منها”.