الرئيس الإيراني يتحاشى مجاراة تبون في الحديث عن قضية الصحراء والغالي يعلق

أجرى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون لقاء ثنائيا مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، على هامش قمة منتدى الدول المصدرة للغاز الذي احتضنته الجزائر العاصمة.

وكان ملفتا خلال التصريح الصحفي الذي أعقب لقاء تبون ورئيسي، إقحام الرئيس الجزائري لملف الصحراء محاولا انتزاع موقف علني من إيران، لكن سرعان ما خيب الرئيس الإيراني آماله، بتجاهله التام لملف الصحراء والتركيز فقط على التعاون الثنائي والاتفاقيات الموقعة في مجالات لها ارتباطات بالطاقة، وهو ما يطرح تساؤلات حول دلالات التصرف الإيراني.

في هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “قمة الدول المصدرة للغاز التي  احتضنتها الجزائر العاصمة والتي عرفت مجموعة من اللقاءات الثنائية أو حتى بعض الندوات الصحفية المشتركة، ظهر فيها أن الرئيس تبون يحاول في كل فرصة أن يطرح قضية البوليساريو، ويحاول مرة أخرى التشويش على الوحدة الترابية للمملكة”.

وشدد الغالي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “المثير للانتباه هو أن تبون أثار هذه النقطة مع الرئيس الإيراني، ولكن الأخير لم ينجر وراء ما طرحه تبون بخصوص إثارة هذه المسألة مرة أخرى، والمتعلقة بالبوليساريو”.

ويرى المتحدث أن “هذا فيه دلالات كبرى، مفادها أن إيران كدولة، قد يُتفق معها أو لا، لكنها تعرف كيف تضع الأمور في سياقها، ومادام أن جدول الأعمال المخصص للقمة فيه ما يتعلق باهتمام الدول المصدرة للغاز، وليس اهتمامات أخرى، وما دام أن الاجتماع هو لتنسيق الجهود، في إطار ما يضمن لها مصالحها المشتركة كدول مصدرة للغاز، وليس لشيء آخر”.

وتابع أن “الرئيس الإيراني لم ينجر لما ذهب إليه تبون وبقي يتكلم في سياق ما يتعلق بهاته القمة، دون الاكتراث إلى ما حاول أن يجره إليه الرئيس الجزائري، وهو ما يؤكد مرة أخرى، وبالملموس، بأن النظام الجزائري أصبح مهووسا بقضية ليست قضيته ولا تتعلق بسيادته الوطنية ولا بوحدته ولا بكيانه، بل هي تتعلق بصراع بين دولة وجبهة إنفصالية”.

وأردف أن “هذه الإشارة تؤكد أنه رغم ادعاء الجزائر بأنها محايدة وأن الصراع ثنائي بين المغرب وجبهة البوليساريو، لكن كل الإشارات دالة على أن الجزائر تستعمل البوليساريو بالوكالة لتحقيق أطماعها وأجنداتها على مستوى المحيط الأطلسي”.