2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

نجحت الدبلوماسية المغربية هذا الأسبوع في منع التقرير السنوي حول حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم، الذي أعده البرلمان الأوروبي، من أن يحتوي على إشارة واحدة إلى “الصحراء”، وفق ما كشفته تقارير إعلامية إسبانية.
وأفادت المصادر المذكورة بأن المغرب “حصل على مساعدة المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي”، عبر عضو البرلمان الأوروبي الإسباني، ناتشو سانشيز أمور، منسق اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان والمسؤول عن كتابة وتقديم التقرير السنوي للبرلمان الأوربي.
وأشارت ذات المصادر ،إلى أن تواصلا دبلوماسيا بين سفراء المملكة وبين عشرات البرلمانيين أعطى ثماره في هذا الاتجاه، وهو ما يطرح تساؤلات عما يعنيه هذا في مسار ملف الصحراء، وما دلالات مساعدة حزب سانشيز في هذا الأمر.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، أن “عدم إدراج الأقاليم الجنوبية ضمن تقرير البرلمان الأوربي الأخير يعد هزيمة مدوية للمعسكر الداعم للانفصال ولمجموعات السياسية القريبة من الجزائر داخل البرلمان الأوروبي، كما ينهي حالة التحكم الذي كان البرلمان الأوروبي من طرف المجموعات الضيقة الداعمة للانفصال والقريبة من الجزائر”.

ويرى سالم عبد الفتاح، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “البرلمان الأوربي انتصر اليوم للعقلانية وللواقعية والبراغماتية، التي تفرض التعامل مع شريك استراتيجي هام بالنسبة للاتحاد الأوربي من حجم المغرب، ورجح البرلمان الأوربي مصالحه الاستراتيجية كما يرجح مبادئ القانون الدولي في التعاطي مع قضية من قبيل النزاع المفتعل حول الصحراء، بعد أن كان البرلمان الأوربي يتعاطى مع هذا الملف من منطلق طروحات إيديولوجية ضيقة تتقاطع مع أجندات أحزاب اليسار الراديكالي واليمين المتطرف إلى جانب المجموعات الإنفصالية خاصة في بعض البلدان، منها إسبانيا”.
وشدد على أن “دور الحزب الاشتراكي الإسباني، بزعامة بيدرو سانشيز، داخل الاتحاد الأوربي لأجل الدفع بتبني أطروحات علانية ورزينة في التعاطي مع القضايا الاستراتيجية للملكة، ينبع من الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المغرب وإسبانيا، بحكم أن الأخيرة هي الأقرب للمغرب جغرافيا مقارنة مع باقي الدول الأوربية، كما أنها هي الأكثر تأثرا بأي توتر قد ينتاب العلاقات المغربية الأوربية”.
ولفت الانتباه إلى أن “المجموعات الضيقة الداعمة للانفصال التي كانت تنشط ضمن البرلمان الأوروبي، كانت عرضة لسياسة الابتزاز التي مارستها الجزائر في فترات معينة، استغلت فيها، إلى جانب محاولة اختراق لوبيات تابعة لها عبر سياسة البيترو-دولار، (استغلت) مشكل إمدادات الغاز الذي عاشته أوروبا بداية الحرب الروسية الأوكرانية، لكن اليوم تنتفي أوراق الضغط هذه، والتي كانت بيد خصوم المغرب وأعداء وحدته الترابية، وتعود مياه العلاقات الأوروبية المغربية إلى مجراها الطبيعي”.
وأضاف أن “الدبلوماسية المغربية لعبت دورا مهما في سياق الدفع بشركاء المغرب وحلفائه التاريخيين إلى تبني موقف داعمة للمملكة، بما ينسجم والمقاربة الدبلوماسية التي سبق وعبرت عنها خطابات صحب الجلالة محمد السادس في العديد من المناسبات، والتي جعلت ملف الصحراء بمثابة المنظار الذي ينظر منه المغرب إلى علاقاته الخارجية، وتضع قضية الصحراء في صلب السياسة الخارجية للمملكة”.
وخلص إلى أن “موقف البرلمان الأوروبي ينسجم أيضا مع مواقف العواصم الأوربية الوازنة التي باتت تدعم المغرب وتؤيد المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وتتبنى مواقف متقدمة تجاه هذا النزاع المفتعل، وهو الأمر الذي يفرض على ممثلي الأحزاب الوازنة داخل البرلمان الأوروبي الانسجام مع المواقف الرسمية التي تتبناها بلدانهم إزاء هذا النزاع المفتعل”.