2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

استنكرت الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل بالجزائر “الماك” إقدام الجزائر على افتتاح ما سمته “مكتب جمهورية الريف بالجزائر”، في محاولة لاستفزاز المغرب.
وأفادت الحركة، في بيان لها، أنها “تقترب من إعلان “دولة القبائل” في الشهر القادم واستقلال منطقة القبائل من جانب واحد، إذا لم تتجاوب السلطات الجزائرية مع مطالب الحركة وعلى رأسها الإفراج عن معتقليها في السجون الجزائرية”، وهو ما يطرح تساؤلات عن كيفية تعاطي المغرب مع هذا الإعلان المرتقب، خاصة بعد الحركة الأخيرة للنظام الجزائري.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “الموقف الرسمي والعميق للدولة المغربية يؤكد على أن المملكة المغربية ليست مع الحركات الإنفصالية، وهذا معروف، وبالتالي فالمملكة المغربية لا تتصرف من ردود الأفعال، عكس النظام الجزائري الذي يتصرف وفق ردود الأفعال، ويتصرف بشكل لا يحسب من خلاله تبعات القرارات التي يتخذها على المدى المتوسط والبعيد”.

وأشار الغالي في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “المملكة المغربية تنظر إلى المنطقة بعين الاستقرار، وبعين إدارة وتدبير الخلافات الداخلية في إطار سيادة الدولة، وما تكفله المواثيق والعهود الدولية”.
ولفت الانتباه إلى أن “حركة الماك حركة تحرر جزائرية معارضة لها مطالب وتدبر أمورها مع السلطة في الجزائر بالطريقة التي تراها، لكن المملكة المغربية تراعي هذه الأمور، وإذ لاحظنا كيف أن المملكة المغربية حتى في وقت ذروة توتر العلاقات مع إسبانيا، لم تقم بأي رد لصالح الحركات الإنفصالية بإسبانيا، بل قامت بموقف مدعم للوحدة الترابية لإسبانيا، رغم أن موقف إسباني آنذاك لم يكن مع الوحدة الترابية للمملكة، لكنها فيما بعد اعترافت إسبانيا بمبادرة الحكم الذاتي كمبادرة ذات جدية وواقعية”.
واستبعد الغالي أن يكون هناك تعامل رسمي مغربي مع هذه الحركة، حيث يبقى هذا شأنا داخليا جزائريا، علما أن النظام الحاكم في الجزائر لا يعكس إدارة الشعب الجزائري، وإرادة الأخير محترمة، والمملكة المغربية ستتعامل باللياقة والبيداغوجية اللازمة، مع هذا المشكل الذي يبقى داخليا”.
ووضع المتحدث سيناريو آخرا للتعامل مع الماك، حيث قال إنه “يمكن التعامل معها في إطار التحولات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، في حالة أعطي لهذا المشكل طابع حقوقي ويكون فيه ضغوطات على النظام الجزائري”.
وخلص إلى أن “المملكة المغربية لا تنظر إلى الأمور بطريقة تجزيئية، كما لا تنظر إلى الجزائر بأنها يجب أن تكون دولة جارة ضعيفة، بل تعتبر دائما أن قوتها من قوة الجيران عكس الطرف الآخر، بالتالي فالنظام الجزائري واهم إذا اعتقد أن الدولة المغربية يمكن أن تنجر لنفس ممارساته وسلوكياته”.