لماذا وإلى أين ؟

شقير.. الشعبوية بدأت مع أحرضان و”تفاقمت” مع شباط وبنكيران

شكلت ظاهرة الشعبوية في الحقل السياسي، موضوع مؤلف جديد للدكتور محمد شقير، الباحث المتخصص في العلوم السياسية

الافت للنظر  في ما جاء به محتوى الكتاب، أن الشعبوية، لم تكن وليدة اليوم، بل تعود جذورها، وفق المؤلف، إلى سنوات خلت.

ويتناول الكتاب المعنون بـ ”زعماء الشعبوية بالمغرب بين الآلية الانتخابية والفرجة السياسية”، لمؤلفه محمد شقير، والصادر عن دار النشر : افريقيا الشرق”، موضوع الشعبوية السياسية التي تحولت إلى ظاهرة سياسية تتنامى في كل الأنظمة السياسية في العالم كالأرجنتين و إيطاليا وفرنسا وبعض الدول العربية بما فيها المغرب.

وبهذا الخصوص يتطرق المؤلف من خلال هذا البحث إلى تشريح ظاهرة بروز بعض القادة الشعبويينوترؤسهم لعدة أحزاب عريقة كحزب الاستقلال الذي انتخب على رأسه شباط أو حزب العدالة والتنمية الذي انتخب على رأس أمانته العامة عبد الاه بن كيران لثلاث ولايات أوإلياس العماري على رأس حزب الأصالة والمعاصرة أو ادريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

وقد حاول الباحث من خلال هذا العمل غير المطروق لحد الآن في الساحة الأكاديمية أن يميط اللثام عن العوامل الكامنة وراء بروز هذه الظاهرة الشعبوية في المنظومة الحزبية بالمغرب التي يرى أنها لا تشكل ظاهرة سياسية عابرة حيث عرفت بعض إرهاصاتها الأولى مع كل من المحجوبي أحرضان وأرسلان الجديدي أو محمد زيان على رأس الحزب الليبرالي المغربي قبل تنحيته ، بل هي نتيجة طبيعية لتطورات عرفها المشهد السياسي و الحزبي خلال العقود الأخيرة سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الحزبي أو على الصعيد الإعلامي.

فعلى الصعيد السياسي كان انخراط القيادات الحزبية في نظام توزيع المقاعد البرلمانية و المحلية من خلال نظام الكوطا وتزوير الانتخابات منذ تدشين المسلسل الديمقراطي في منتصف سبعينيات القرن الماضي، و قبول المعارضة الاتحادية بزعامة عبدالرحمان اليوسفي الاندماج في لعبة التوافق بدون ضمانات سياسية حقيقية أدى في آخر المطاف إلى تزايد نسبة عزوف معظم فئات الطبقة الوسطى عن التصويت إما بسبب مواقف سياسية أو لعدم اقتناع بالبرامج المتشابهة للأحزاب المتنافسة في الانتخابات عزوف سياسي بلغ مداه في انتخابات 2007.

على المستوى الحزبي، فقد أدت البلقنة السياسية إلى تفتت المشهد الحزبي و تناسل الأحزاب التي أصبحت لا تختلف عن بعضها إلا برموز لا تميز بين هوياتها الإيديولوجية أو تحديد مواقفها السياسية ، الشيء الذي انعكس من خلال الحكومتين اللذين ترأسهما عبدالرحمان اليوسفي والتي واصلت تطبيق توجهات ليبرالية كان قد دشنتها حكومة المعطي بوعبيد رئيس الاتحاد الدستوري الراحل والاتحادي السابق ، أو من خلال حكومة بن كيران التي جمعت بين اليساري والأصولي إلى جانب استقلاليين كانوا يترأسون الحكومة السابقة لحكومة بن كيران.

وعلى الصعيد الإعلامي ضاعف رواد وسائل التواصل الاجتماعي و نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي من حدة الترويج الإعلامي والسياسي لهذه “الظاهرة الشعبوية” عندما أصبحوا يتداولون ويتناقلون صور هؤلاءالزعماء الشعبويين في مؤتمراتهم الحزبية و حملاتهم الانتخابية وخرجاتهم الإعلامية … الشيء الذي كرس من هذه الظاهرة السياسية التي تعكس إحدى اختلالات المشهد السياسي الراهن بالمغرب إذ يتفق جل الباحثين أن الشعبوية دليل على “وجود خلل في العملية السياسية”، ومؤشر على غياب لغة الأرقام وطغيان منطق الكلام .

ويخلص المؤلف إلى أنه أمام هذا “السديم السياسي والحزبي ، وهذا التشابه بين جل الأحزاب كان من الضروري أن يظهر زعماء حزبيون من طينة شعبوية تمكنوا من تنشيط الحياة السياسية التي أصيبت بالروتين والرتابة من خلال خلق نوع من الفرجة السياسية تستقطب الشرائح الشعبية وذلك عبر استخدام لغة سياسية مبسطة، واستخدام النعوت السياسية في مواجهة بعضهم البعض في غياب أي نقاشات سياسية حقيقة.

فقد أصبحت تصريحات ودعابات بن كيران ، وردود أفعال شباط أو لشكر هي التي تخلق الحدث السياسي نتيجة لاهتمام وسائل الإعلام بها بحثا عن الإثارة والترويج كما يخلص الكتاب إلى أن بروز ظاهرة الزعماء الشعبويون في المشهد السياسي بالمغرب يعكس مستوى الخلل الذي أصاب المشهد السياسي بالمغرب حيث أن قفشات بنكيران ومشاكسات لشكر” دليل على السطحية السياسية التي أفرزها هؤلاء الزعماء وأحزابهم ما دام أن هدفهم الأساسي يبقى هو الحصول على الأصوات الانتخابية التي ستمكن من الحصول على أكثر المقاعد داخل مجلسي البرلمان أو ضمن المجالس المحلية والجهوية.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز هذا البحث برصده لتطورات المنظومة الحزبية بالمغرب من خلال الانتقال من القيادات التاريخية ومرورا بالقيادات التقنقراطية إلى بروز زعماء حزبيين شعبويين الشيء الذي يضفي على هذا البحث بعض الجدة لتناوله موضوعا لا زال لحد الآن لم يحظ بالاهتمام الأكاديمي الخاص به.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Dghoghi
المعلق(ة)
14 مارس 2024 12:19

هاذ لبلاد ما بغات تقاد… والفاسدين ما بغاو يخوو لبلاد… لاصقين على ظهر الشعب بحلا القراد..

احمد
المعلق(ة)
12 مارس 2024 20:07

الشعبوية بدات مع اخرضان وتفاقمت مع شباط وبنكيران واخدت منعرجا خطيرا مع البام والاحرار والميزان.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x