2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الأندلوسي يعدد رسائل رفض البرلمان الإسباني مطلب “فوكس” باعتراف المغرب بـ”إسبانية سبتة ومليلية”

مناقشة حامية عرفتها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإسباني، يوم أمس الأربعاء 13 مارس الجاري، في مناقشة الاقتراح الذي تقدم به حزب “فوكس” الإسباني، القاضي بمطالبة المملكة المغربية بالإعتراف الصريح وغير المشروط بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية وجزر شفريناس وصخور الحسيمة وفيليز دي لا جوميرا وجزيرة بيرخيل (ليلى).
وصوتت أغلبية الكتل الحزبية الحاضرة ضد مقترح حزب “فوكس” الإسباني، في ما تجنبت الأغلبية البرلمانية المشكلة من الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي، الحديث عن مطالبة المغرب بالجزر المحتلة وسبتة ومليلية المحتلتين، واكتفوا بإنكار وجود مشكلة إقليمية بين البلدين.
تفاعلا مع ذلك، يرى الخبير في العلاقات الدولية ورئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، نبيل الأندلوسي، أن مقترح حزب “فوكس” على مستوى لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإسباني للمطالبة بما يسميه “الاعتراف المغربي الصريح بالسيادة الإسبانية على مدينتي سبتة ومليلية والجزر” المغربية المحتلة، ليس مفاجئا، وليست هي المرة الأولى التي يطالب بها هذا الحزب اليميني بهذا المطلب، بل هناك سوابق، لكنها لم تلقى دعما من باقي المكونات السياسية التي تستحضر عمق الإشكاليات وحساسية طرح هذا الموضوع، وآثاره على العلاقات المغربية الإسبانية.

وأوضح الأندلوسي في تصريح لصحيفة “آشكاين” الرقمية، أن المكونات الحزبية بالبرلمان الإسباني لم تساير حزب فوكس في مقترحه، واعتبرتها مجرد مزايدات شعبوية، مضيفا أن ائتلاف سومار اليساري رأى فيها محاولة لخلق مشكلة مصطنعة، والحزب الشعبي استهجن المبادرة ووصفها بأنها غير لائقة، والحزب الإشتراكي وصفها بالشعبوية التي تريد صناعة أعداء في كل مكان، وكل هذه الردود تبين وجود وعي سياسي إسباني بحساسية طرح هذا الملف على العلاقات المغربية الإسبانية، التي عادت لتتقوى بعد فترة من الجمود.
وأكد رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن المملكة المغربية تعتبر أن سبتة ومليلية والجزر أراضي مغربية تخضع للإحتلال، ومطلب من قبيل الاعتراف بالسيادة الاسبانية سيكون سببا كافيا لتدمير المسار الايجابي في العلاقة بين البلدين.
وخلص الأندلوسي بالتأكيد أن المغاربة والإسبان على المستوى الرسمي، يدرك كل واحد منهما، حساسية الملف لدى الطرف الاخر، لذلك يميلان وفق الظروف الحالية وتعقيدات العلاقات بين البلدين وطموحمها المشترك لبناء تعاون إقليمي فاعل، إلى إبقاء الوضع بالنسبة لسبتة ومليلية والجزر على ما هو عليه وتجنب الخوض في وضعية هذه الأراضي المغربية تاريخا وجغرافية.