2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

توالت الحوادث الأمنية بالمعبر الحدودي الزويرات تندوف، مُنـذ أن دشنه الرئيسان الجزائري والموريتاني، عبد المجيد تبون، ومحمد ولد الشيخ الغزواني ، يوم الخميس 22 فبراير 2024.
فبعد مقتل الحارس الشخصي للرئيس الموريتاني، ولد الشيخ الغزواني وإصابة آخر بجروح، إثر ما روج له على أنه “حادث سير” تعرض له الموكب الرئاسي، يوم الخميس 22 فبراير 2024، خلال عودته من تدشين أول معبر حدودي بين موريتانيا وتندوف الجزائرية، عاد المعبر للواجهة من خلال حادثة اختطاف لسائقي سيارة تجارية في نفس المعبر على يد عصابة مسلحة، وهو ما يدفعنا للتساؤل عن أثر توالي هذه الحوادث على مستقبل المعبر الحدودي المذكور.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير في العلاقات الدولية ومدير “مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية”، عبد الفتاح الفاتحي، أن “كل مؤشرات دراسة جدوى المشروع الجزائري في تدشين معبر حدودي لتنشيط التجارة الدولية، أو إقامة منطقة للتجارة الحرة في المنطقة، تتثبت فشلا كبيرا، ليس فقط بسب التحدي الأمني فحسب لكن لانعدام التنافسية لمعبر في منطقة مقفرة وغير آمنة”.

وأبرز الفاتحي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن حيث “دراسة الجدوى المعهود إليها لإقامة هذا المشروع خضعت لدواعي العقيدة السياسية الجزائرية، التي سعت للترويج عن قوة نفوذها الأمني، سرعان ما كشفت عن واقع أمني جد خطر بعد حادث مقتل الحارس الشخصي للرئيس الموريتاني ولد الغزواني وحادث الاختطاف والاعتداء المروع الذي تعرض له مواطنان موريتانيان على طريق تندوف – ازويرات على يد عصابة مسلحة”.
ويرى الفاتحي أنه بهذه الأحداث “يكون المعبر قد قيد شهادة وفاته، ولكنها تنبه إلى تزايد نشاط الجريمة المنظمة في المنطقة التي تتاجر في المخدرات والسلاح وتهريب المهاجرين وبل، وتكشف عن هشاشة أمنية في الحدود الجنوبية الجزائرية”.
وخلص إلى أنه “من الطبيعي أن تنتهي آمال الرهان الجزائر على هذا المعبر التجاري الدولي، ذلك أن دواعي إقامته كانت اندفاعية وعاطفية غايتها إذكاء الصراعات الإقليمية والجيوسياسية لعرقلة مشاريع المبادرة الملطية الأطلسية، والتي تستهدف دعم التكامل الاقتصادي الإفريقي ولاسيما مع دول الساحل والصحراء”.