2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت الرئاسة الجزائرية، أمس الخميس 21 مارس الجاري، عن إجراء انتخابات الرئاسة لخلافة الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، في السابع من شتنبر القادم، ما يعني تقديمها 3 أشهر عن موعدها المقرر في دجنبر.
وجاء إعلان هذه الانتخابات، في بيان للرئاسة الجزائرية، عقب اجتماع ترأسه تبون لدراسة التحضيرات للانتخابات الرئاسية وحضره رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) إبراهيم بوغالي، ورئيس المحكمة الدستورية عمر بلحاج، ورئيس الوزراء نذير العرباوي”.
وكان ملفتا في هذا اللقاء حضور رئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة”، إلى جانب “مدير ديوان الرئاسة بوعلام بوعلام، ووزير الداخلية إبراهيم مراد، ورئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات ميلود شرفي”.
ويثير هذا الإعلان المقتضب من الرئاسة الجزائرية الكثير من التكهنات عن خلفيات هذا القرار، خاصة أنها لم تقدم أي توضيحات حوله، كما أن حضور قائد أركان الجيش في اللقاء يثير الكثير من التساؤلات.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي، أن “الإعلان عن إقامة انتخابات سابقة لأوانها في الجزائر وتقديمها بثلاثة أشهر عن موعدها، يعكس بدون شك بوادر أزمة صامتة داخل دوائر السلطة بالجزائر، على اعتبار أن الجيش حاضر بقوة، وهو ما يفسر حضور شنقريحة ممثلا للجيش، إذ أن كل استشراف للسلطة إلا ويكون للجيش دوره وتأثيره وضغوطاته”.

ويرى الغالي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هناك مجموعة من السيناريوهات المطروحة في هذا الباب، منها ما يشير إلى أن هناك أزمة بين الرئيس تبون والجيش، والجيش يعرف جيدا أن من غير المطروح حاليا أي بديل لتبون بالشكل الذي يريحه (الجيش)”.
وشدد المتحدث على أن “هذا التسبيق للانتخابات الرئاسية بالجزائر، ستكون فيه مفاوضات وضغوطات، حتى يبقى مسار السلطة متحكم فيه من طرف الجيش”.
ولفت الانتباه إلى أن “تسبيق الانتخابات عن موعدها بثلاثة أشهر فيه توجسات النظام الجزائري من بعض التغيرات الجيوسياسية التي يعرفها العالم، والتي يمكن أن تكون لها تأثيرات وانعكاسات على اليد الحالية المتحكمة في السلطة”.
وخلص إلى أن “هناك سيناريوهات أخرى تحيل على أن إجراء الانتخابات في دجنبر من الناحية المناخية وآخر السنة لا يكون مسعفا، عكس إجرائها في شتنبر، لكن الأكيد هو أن الاعتبارات السياسية هي المتحكمة في تسبيق هذه الانتخابات عن موعدها، ومنها فرصة الجيش للضغط على تبون، واشتراط أن يتم التمديد له بشروط ومحددات أخرى تخدم العقيدة والأيديولوجية العسكرية في مفهوم السلطة بالجزائر”.