2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مكاوي يبرز خلفيات قلق الإعلام الإسباني من تركيب المغرب لهوائي كبير قرب مليلية

مازالت وسائل الإعلام الإسبانية تتابع التحركات المغربية بكثير من التقرب، حيث زعمت أن المغرب قام “بتركيب هوائي كبير على الحدود مع مليلية قادر على التنصت”.
وذكرت صحيفة “الإسبانيول“، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”الاستخباراتية”، احتمال وجود “نظام للتحكم في الاتصالات في مليلية، إذ زعمت أن “جنودا بالجيش المغربي قاموا بتركيب هوائي كبير بالقرب من السياج، بجوار معبر مليلية الحدودي، قادر على التقاط الترددات من مسافة بعيدة والتدخل في اتصالات”
وتابعت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية إسبانية بمليلية أن “جنود مغاربة، قاموا يوم الأحد 10 مارس المنصرم، بتركيب هوائي كبير بكابلات محورية وألياف ضوئية على بناء قديم على حدود بني أنصار (مليلية)، فيما يعرف بـ”المنطقة المحايدة” أو “المنطقة الحرام”.
ويثير تعاطي وسائل الإعلام الإسبانية مع تحركات الجيش المغربي بكثير من الريبة، مجموعة من التساؤلات، خاصة أن ادعاء التنصت على حدود مليلية يأتي بعد أيام من “الزوبعة” الإعلامية التي شنتها منابر إسبانية حول أهداف المناورات العسكري البحرية للجيش المغربي قبالة جزر الكناري.

وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “الحملة الإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام اليمينية المصابة بهلوسة الحنين إلى الماضي أو النوستالجية، إذ أنها تأتي بعد المناورات التي سيقوم بها الجيش المغرب على طول ساحل المملكة، والتي أثبتت أن الحكومة الإسبانية لم تعرها الاهتمام اللازم رغم تحريك حكومة الجزر الكنارية في هذا الشأن”.
وأكد مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، على أن “نفس الأبواق الإعلامية، يسارية كانت أم يمينية، تثير خبرا آخرا حول إنجاز للجيش الملكي المغربي في الشمال، قرابة الثغور المغربية والجزر الجعفرية، مفاده إقامة منصات إلكترونية مختصة للمراقبة والرصد، بعد التهديدات الإرهابية التي تشن ضد مضيق جبل طارق”.
واعتبر أن ما تقوم به هذه المنابر “تشويش وتضليل ودعاية مغرضة من هذه الأبواق المعروفة بمرضها المتسم بالاشتياق إلى الماضي الاستعماري، من خلال ما تقوم به من حملة للتشويش على حكومة بيدرو سانشيز، وللتضليل والدعاية المغرضة ضد سيادة المغرب، الذي يحق له القيام بأي إنجاز يضمن له أمنه القومي”.
وأشار مكاوي إلى أن “إسبانيا تتوفر على منصات إلكترونية إستخباراتية في مدينة مليلية وسبتة وفي الجزر الجعفرية، ولم يثر ذلك أي قلق أو انزعاج للمملكة المغرب، بينما يقوم نفس اليمين بهذه الدعاية المغرضة، من خلال محاول تصوير أن إقامة أي إنجاز بالناحية العسكرية الشمالية يهدد أمن إسبانيا”.
وخلص إلى أن “العلاقات الإسبانية المغربية الحالية متينة واستراتيجية، وهناك تنسيق على أعلى مستوى بين البلدين في كل الأمور، بل هناك تعاون استخباراتي بينهما، ولا يمكن الأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الدعايات والسخافات التي تأتينا من أبواق إعلامية معروفة بمرضه واشتياقها للماضي الاستعماري”.
الماضي الاستعماري لاسبانيا والبرتغال في المغرب وحروب المد والجزر بين هاتين الدولتين مع المغرب كانما قد ولدت عبر التاريخ الطويل للصراع ما يشبه ازمة ثقة بين بلدنا وهاتين الدولتين دون باقي الدول الاروبية الاخرى، وركبت في الضمير الحمعي لإسبانيا نوع من الماروفوبيا تجاه المغرب، وعلى إسبانيا ان تعالج هذه العقدة ببناء ثقة جديدة مبنية على التعاون الاستراتجي الامني والاقتصادي وتتخلى عن اطماعها القديمة وتبرء دمتها من التغرين المحتلين، فمغرب اليوم ليس هو مغرب الامس.