2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تمغارت تمازيغت: لا برقع ولا نقاب

سلسلة “تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.
تمغارت تمازيغت: الحلقة 24 .. لا برقع ولا نقاب
سلطنا الضوء خلال حلقات هذه السلسلة على إسهامات المرأة في عدد من المجالات داخل المجتمع الأمازيغي، السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وفي حلقة اليوم سنتطرق إلى لباس المرأة الأمازيغية الأصيل.
في هذا الإطار، يقول الكاتب؛ محمد بادرة، إن المرأة الامازيغية لا تجدها تضع البرقع ولا النقاب المشرقي، وإنما تتزين بما تنسجه النساء الامازيغيات المحليات من قبيل (أدال) وهي قطعة ثوب بيضاء يغطى بها الرأس وتمتد من الأعلى إلى الأسفل و(تحايكت) و(تملحافت) و(القطيب) وهو قطعة ثوب حمراء تتخللها خيوط من ألوان مختلفة توضع فوق الرأس ويتم شده بحلي ودمالج مصنوعة من الفضة.
هذه الألبسة والحلي ما تزال النساء والفتيات تستعملها في المناسبات والأفراح والأيام الخاصة، وهو ما يضفي على المرأة الامازيغية زينة و وقارا.

أما حديث بعض الباحثين والدارسين الكولونياليين وغيرهم عن سفور المرأة الامازيغية، فهذا ليس خروجا عن الأعراف ولا عن الآداب العامة، بل هو مرتبط ارتباطا خاصا بحرية الاختلاط المباح بين الجنسين في المجتمع الامازيغي وكذلك في مواقع الحياة اليومية كلها ( الحقول الزراعية، المراعي، الاسواق، المواسم الدينية، الاعراس..)، إنه نوع من العفة والثقة بالآخر، إذ أن المرأة الامازيغية لها منزلة محترمة في المجتمع الامازيغي، كما أن هذه الحرية في الحركة والاختلاط راجع إلى الثقافة (الديموقراطية) التي ورثها الأمازيغ منذ العهود القديمة.
ومنذ أكثر من خمسة عقود، تغيرت العديد من العلاقات مع التغيير في نمط الحياة العامة والخاصة بفعل التغيير في نمط الاقتصاد وسياسة تدبير الشأن العام، ولاشك أن يؤثر نمط النظام الاقتصادي وسياسته ونوعية موارده في أنماط العلاقات الاجتماعية تأثيرا قويا، فتغيرت كثير من المفاهيم وأساليب العلاقات بين أفراد الاسرة الواحدة، لكن مع ذلك لم يتم تهميش المرأة الامازيغية في مجتمعها المحلي، بل حافظت على منزلتها ومكانتها في كل الأمور العائلية والاسرية وبكل تفاصيلها، فاستحقت أن تكون مفخرة للرجل في مراحل السيرورة التاريخية زوجة وأما واختا.
وذلك راجع إلى أن المرأة الأمازيغية كانت أصلا ملتزمة بحدودها ولا تحتاج ‘لى من يحدد لها الحدود، كما أن ذهنية الانسان الامازيغي الاجتماعية استطاعت التكيف مع شروط الحياة الجديدة دون السقوط في مشاريع غزو العولمة أو التمرغ في براثنها وقشورها.
الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث
الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء
الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة
الحلقة 4: أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي
الحلقة 5: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإجتهاد الفقهي في قضايا المرأة
الحلقة 6: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة
الحلقة 7: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تعدد الزوجات
الحلقة 8: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تزويج الطفلات
الحلقة 9: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الوساطة الأسرية
الحلقة 10: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الخطبة
الحلقة 11: أزرف ن تمغارت تمازيغت: النفقة
الحلقة 12: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الزواج
الحلقة 13: أزرف ن تمغارت تمازيغت: صورة المرأة
الحلقة 14: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الصداق
الحلقة 15: أزرف ن تمغارت تمازيغت: توثيق العقود
الحلقة 16: أزرف ن تمغارت تمازيغت: المكانة الإعتبارية
الحلقة 17: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الطلاق
الحلقة 18: أزرف ن تمغارت تمازيغت: المجتمع الأميسي
الحلقة 19: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الفقه القديم وحقوق المرأة
الحلقة 20: تمغارت تمازيغت.. بنك الهوية والثقافة
الحلقة 21: تمغارت تمازيغت: قوة المجتمع في حرية المرأة
الحلقة 22: تمغارت تمازيغت: الثقافة والأدب
الحلقة 23: تمغارت تمازيغت: إسهامات زمن السلم والحرب