لماذا وإلى أين ؟

عائلات الصحراء: أهل الشيخ لاراباس..عضو وفد أعيان الصحراء الذين التقوا السلطان لمبايعته

يسر جريدة “آشكاين” الإلكترونية  أن تضع بين يدي قرائها الأعزاء سلسلة تاريخية تتقفى أثر العائلات والأسر الصحراوية التي كان لها أثر بليغ في الصحراء المغربية، وذاع اسمها نظير ما بذلته في مجالات مختلفة من الحياة من خلال ركن  “عائلات الصحراء “.

سنتطرق في حلقة اليوم إلى عائلة أهل لاراباس بن الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين، والذي وكان ضمن وفد من أعيان الصحراء والذين ذهبوا ملاقاة السّلطان محمد الخامس في الرباط وتأكيد بَيعة قبائل الصّحراء له، بعدما انتدبهم مؤتمر “أُمّ الشّكَّاك” أحد أهم المؤتمرات في ملف الصحراء.

الولادة والمنشأ

وقال المتخصص في التاريخ الراهن، بارك الله سيد أحمد، إن الشيخ لارباس بن الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين رأى النور في بيت عز وعلم وصلاح وتقى بمنطقة تافودارت نواحي مدينة العيون سنة 1934″.

وأشار بارك الله أن “أعمام لاراباس علماء وأدباء وأخواله فقهاء وشعراء، إذ من هذه الشجرة الرفيعة الوافرة الظلال انحدر الشيخ لارباس بمنطقة تافودارت بمكان حمل إسمه “مقيطع لارباس” وهو الممر الصغيرة السهل”.

تعليمه

وأكد الباحث أن “لاراباس تلقى دروسه الأولية في الكتاب القرآني حتى حفظ القران على مشايخ أجلاء وهم الشيخ ماء العينين بن الحضرمي بن الشيخ محمد الأمين؛ الشيخ أفظيلي بن الشيخ محمد بوي الشيخ محمد تاقي الله بن الشيخ ماء العينين؛ الفقيه محمدو بن أحمد الشريف السملالي مريد شيخنا الشيخ ماء العينين وابن الشيخ محمد الأغظف؛ السيد محمد محمود التنواجيوي؛ الشيخ الداه سيدي محمد بن سيد ابراهيم”.

وأردف أنه “في مدرسة والده الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين تلقى لاراباس عن أبيه ومربيه ومجموعة من العلماء الأجلاء شتى المعارف الإسلامية، من علوم القرآن والحديث وأصول الفقه والمنطق والنحو وباقي العلوم العربية”.

انخراط في سلك المقاومين

وأضاف بارك الله سيدأحمد أنه “بعد أن تخرج الشيخ لارباس من هذه المدارس العتيقة التي تعج بالعلماء والصلحاء المرموقين، انخرط في سلك الخلايا والمقاومين الذين واجهوا الوجود الاستعماري لتطهير جسم هذا الوطن الأبي من رجس الاستعمار واسترقاقه وغطرسته وجبروته”.

المتخصص في التاريخ الراهن، بارك الله سيدأحمد

ولفت الانتباه إلى أنه “في مسيرته الجديدة الجهادية ضافر الجهد مع مجموعة من المجاهدين في شتى جهات المملكة، وعندما قدم الاستعمار على عملياته الشنعاء ضد بيت الملك الشريف كانت ردة فعل المجاهدين عنيفة، وازداد تضامن المقاومين في كل جهات المملكة حتى رجع المغفور له جلالة الملك محمد الخامس من المنفى”.

وفد مؤتمر “أُمّ الشّكَّاك”

وأبرز أنه “عند رجوعه احتفل أبناء الصحراء وايت بعمران، ووقع في ضواحي مدينة العيون أكبر احتفال حضرته جميع القبائل الصحراوية بمنطقة أم الشكاك عند مخيم خليفة السلطان الشيخ محمد الأغظف، وكان من بين المحتفين الشيخ لارباس، كما أنه من بين الوفد الذي انطلق من المؤتمر صوب الرباط من أجل ملاقاة السلطان وتجديد البيعة معه وتدارس الأوضاع التي عرفتها الصحراء حينها”.

مهامه

وأفاد بارك الله، في حديثه عن الشيخ لاراباس، أن الأخير “تقلد الشيخ لارباس مجموعة من المهام منها:  قاضي شرعي بأكادير وتارودانت  في15  يناير 1960 ميلادية؛ قاضي شرعي بطانطان في15  يناير 1962؛ وفي 15  يناير 1967 اشتغل  قاضيا شرعيا وحاكم سدد في آن واحد بطانطان، قبل أن يصبح في 15  يناير 1970  رئيسا للمحكمة الابتدائية بطانطان، ثم ترقى في 15  يناير 1981 إلى منصب رئيس أول لمحكمة الاستئناف بالعيون، ثم رئيس غرفة بالمجلس العلمي سنة 1999 “.

وتابع أن الشيخ لاراباس “تقاعد من سلك القضاء سنة 2000، ثم شغل منصب رئيس فرع الرابطة (رابطة علماء المغرب ) سنة 1963  بطانطان، وبعدها نائب الأمين العام لرابطة علماء المغرب سنة 1997 ميلادية بعد وفاة الأمين العام، ثم ممثل الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب إلى إن أحدثت الرابطة المحمدية بظهير شريف، قبل أن يعينه الملك محمد السادس، سنة 2023، عضوا بالمجلس العلمي الأعلى”.

عميد زاوية الشيخ محمد الأغظف

بعد هذا المسار “عينه أمير المؤمنين الملك محمد السادس عميدا لزاوية الشيخ محمد الأغظف، كما أنه شارك في عدة ندوات ولقاءات جهوية ووطنية ودولية حول قضية الصحراء، علاوة على حصوله على مجموعة من الأوسمة، أبرزها وسام من درجة فارس وشحه به الملك الحسن الثاني في سنة 1974 بأكادير، وحصل سنة 1975 على وسام المسيرة الخضراء”.

إسهامه العلمي

وخلص إلى أن “الشيخ لارباس له عدة إنتاجات علمية عبر إصداره بحوثا ودراسات في شتى ميادين المعرفة، أبرزها كتب عن الأئمة الأربعة: أبو حنيفة – مالك – الشافعي – أحمد بن حنبل؛ كتب تعرف بأصحاب الصحاح الستة: البخاري – مسلم – الترمذي – النسائي – ابن ماجه – أبو داوود؛ رجال الحديث: أبو مقدس الحازمي وما تناوله من أئمة الحديث”.

ونبه بارك الله إلى أن “لاراباس شارك في عدة ندوات ومنتديات ثقافية، كما أنه أصدر كتاب بيعة علماء الصحراء المغربية، وكتبا أخرى عن عدة أعلام وعن شخصية الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني، وكتابا عن “حياة الشيخ ماء العينين العلمية”، أعلام الصحراء لميدان العلمي”، مشيرا إلى أن “له ديوانا لم يطبع بعد”.

 

الحلقات السابقة

عائلات من الصحراء: أهل الشيخ بيروك.. عائلة بسطت نفوذها التجاري من وادنون إلى السودان

عائلات من الصحراء: أهل العرابي..شبكة وكلاء تجاريين مسلمين ويهود بين الصويرة وتمبكتو

عائلات من الصحراء: أهل بوكَرين.. محافظ صاغ “عقد الخاوة” وأنقذ مدونة زاوية آسا من الضياع 

عائلات من الصحراء: أهل لعريبي.. “خرقت” قاعدة انتماء وامتلكت منازل للكراء بتمبكتو

-عائلات الصحراء: أهل المامي..شاعر ومُـفــتٍ عارض السيـبة

-عائلات الصحراء: أهل دحمان.. أول نائب برلماني عن دائرة كلميم

-عائلات الصحراء: أهل حيبلتي.. أسرة هَـجّرها الانفصاليون قسرا إلى تندوف وعادت لتجديد مبايعة الملك

-عائلات الصحراء: أهل عبيد الزهري.. مقاوم نسق اجتماعات سرية لاستقبال السلطان محمد الخامس بفرنسا

عائلات الصحراء: أهل العبادلة.. أحد منظمي مؤتمر “أُمّ الشّكَّاك” تحضيرا لمبايعة قبائل الصحراء للسلطان محمد الخامس

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x