2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

برعلا زكريا
موجة حر متعبة للعباد، تضرب البلاد، وحرارة الشمس كأنها لسان نيران يلتهم ما تبقى من صحة المواطن المنهك. مواطن اليوم، بين سندان الضغوطات الحياتية ومطرقة تقلبات الجو، أصبح أشبه بظل باهت لا يملك من حوله إلا الهواء.
كل ذلك بسبب ضغوطات الحياة المعاصرة والغلاء، وصعوبة العيش، وأجواء العمل المرهقة، والأسر المتوترة، كلها عوامل تشكل عبئا ثقيلا على كاهل المواطن، تضعف من صحته البدنية والنفسية، وتجعله عرضة لأي هبة من هبات الطبيعة.
موجة حر يكتوي بنارها المياومون وعمال المهام الصعبة المقرونة برفع الأثقال وقضاء الساعات الطوال تحت الشمس ولا خيار سوى الصبر، فلا مهية بدون عمل مهما قست ظروف الجو.
ما يزيد الطين بلة خطر سوء التغذية المرتبط بفساد بالأسواق، ومواد كيميائية تغرق الخضر والفواكه.
كما الصناعة الغذائية تلهث وراء الربح السريع على حساب الصحة العامة. فكيف لمواطن يقتات على “الطاكوس” وإخوته من الوجبات السريعة التحضير أن يواجه تقلبات الطقس القاسية؟
وكأن القدر لم يكتف بما يعانيه المواطن، فيرسل له موجة حر تلهب الأرض. مواطن يعاني من نقص المناعة، وضعف في القلب، وأمراض مزمنة، يصبح فريسة سهلة لتقلبات الجو وأشعة الشمس الحارقة.
حتى ملابس العيد، تلك الفرحة البسيطة التي ينتظرها الكبار والصغار، أصبحت مهددة بفعل غلاء الأسعار الفاحش. فهل يترك تحدي توفير لقمة العيش متسعا للتفكير في شراء ملابس جديدة؟
وكأن الأزمات لا تكفي، فكثرة المناسبات تضاعف من ثقل المصاريف، وترهق الميزانيات المنهكة، وتؤدي إلى الارتماء في أحضان القروض دون تردد، فكيف لشخص يعاني من ضائقة مالية أن يشارك في طقوس كل مناسبة مجتمعية فرضتها
أجواء المفاخرة، وفي ذلك يتنافس المتنافسون، أو كما يقولون تظهر قرون خروف العيد في آخر “زلافة” من “الحريرة”.
كل هذه العوامل مجتمعة تجعل من الحياة معاناة حقيقية، وأنفاسا صعبة تحت الضغط المستمر. فكيف لمواطن يعيش في مثل هذه الظروف أن يواجه تقلبات الجو المباغثة؟
إنها نشرة إنذارية من الدرجة الأولى للأحزاب التي تعهدت بتنزيل الحماية الاجتماعية، ولكل من يساهم في تدهور صحة المواطنين البدنية والنفسية، ولكل المهتمين بالأسرة المغربية.
فهل من مجيب؟
الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
يقولون اتركوا الطبيعة للطبيعة… للأسف الفاسدين بالمغرب سيدمر ون غاباتنا وفلاحتنا بالزعف العمراني وبحارنا وودياننا تتلوث من اجل المال الغير المشروع…
من بين الصعوبات التي يحتوي بنارها_المواطن_ارتفاع سقف المعيشة،بسبب ارتفاع الاسعار،الناجم عن:
_انتشار الفساد الاخلاقي،والسوسيواقتصادي،
_احتكار الثروة من قبل فئة قليلة(10في المائة من مجموع السكان)،
_الاحتكار،،،قصد الربح،
_ظاهرة الاستهلاك،في ظل رأسمالية متوحشة،
_غياب مخططات تنموية فاعلة،
_تراجع القيم،
جميع هذه الاسباب،وغيرها_كثير_،تساهم في انتشار الفقر،والبؤس،والاحتيال والنصب،وتبقى التقلبات المناخية،في هذه المقاربة،ضعيفة،لان المغرب،_بشكل دؤوب_يتأرجح_مناخه_بين المد والجزر(فالحمد لله،في الحر وفي الشتاء)،لان البلاد،غنية،بالموارد(طبيعية وبشرية)،لم يحسن تدبيرها.