لماذا وإلى أين ؟

صبري يرصد الرسائل الدبلوماسية لتعيين كينيا سفيرة لها بالرباط وآثاره على قضية الصحراء المغربية

تشهد العلاقات المغربية الكينية قفزة تاريخية في العلاقات الدبلوماسية التي تجمع البلدين، إذ تتجه السلطات الكينية إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي في المملكة المغربية من خلال تحويل قنصليتها الفخرية إلى سفارة كاملة بسفير قار بالأراضي المغربية، لأول مرة في تاريخ علاقات البلدين.

ويرتقب، حسب وسائل إعلام كينية، أن تعين كينيا جيسيكا موثوني جاكينيا؛ سفيرة لها بالمملكة المغربية في الأيام المقبلة، لتكون بذلك أول سفير للجمهورية الكينية بالمغرب، خاصة أنها (جاكينيا) حضيت أمس الإثنين، بإشادة أعضاء هيئة التدقيق باللجنة البرلمانية للدفاع والاستخبارات والعلاقات الخارجية الكينية.

هذا التحول الملفت يدفع للتساؤل عن أثره الدبلوماسي المستقبلي على علاقات البلدين، خاصة فيما يرتبط بملف الصحراء المغربية، واعتراف كينيا بها، علما أن الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، وليام روتو، سبق وأن أعلن، عبر تغريدة له في موقع “إكس”(تويتر سابقا)، في شتنبر 2022، أن بلاده قررت العدول عن اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي، قبل أن يحذف التغريدة ويتراجع عنها، وهو ما يعطي لتعيين كينيا سفيرة لها بالمغرب أبعادا وقرارات متعددة.

عبد النبي صبري: أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بكلية الحقوق السويسي بالرباط

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد لخامس، عبد النبي صبري، أن “تعيين كينيا لسفير لها بالرباط دليل قاطع وبرهان ساطع على الاختراقات والنجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية في القارة الإفريقية، وبالخصوص بعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، ومؤشر ذلك أن عدد الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع القارة الإفريقية خلال 24 سنة من تولي الملك محمد السادس الحكم، تفوق بكثير الاتفاقيات التي وقعت خلال نصف قرن من الزمن مع كافة الدول الإفريقية”.

وأوضح صبري، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “النجاحات التي حققتها الدبلوماسية المغربية، تظهر من خلال جواب السفيرة على الأسئلة التي طرحت عليها في البرلمان الكيني، عندما أكدت أنها ستعرف بكينيا في المغرب وإشعاع الدور الكيني في المغرب، خاصة أن المغرب وجهة للاستثمار”.

وأشار إلى أن “هذا يعني أن كينيا الآن تريد الاستفادة من الخبرة والتجرية والعلاقات التعاونية المغربية على كافة المستويات، وهو ما يبدو واضحا، لا من خلال تدعيم المغرب لعلاقاته الثنائية مع كافة الدول الإفريقية، ولا من خلال السياسة الأطلسية للمملكة والمشاريع الكبرى المهيكلة التي ستنجز من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، ومشاريع عملاقة هنا وهناك”.

وشدد على أن “أثر هذا الموضوع نابع من الخطاب الملكي خلال الذكرى 69 لثورة الملك والشعب عندما قال الملك إن النظارة التي يقيس بها المغرب قرب الصداقات ونجاعة الشراكات هي الاعتراف العلني الصريح بقضية الصحراء، وما عودة الدبلوماسية الكينية إلى المغرب وتعيين هذه السفيرة، إلا  دليل على ذلك”.

وخلص إلى أن “هذا الأمر أثار رجة في قصر المرادية في الجزائر الشقيقة هداهم الله حيث طار وزير خارجيتها إلى كينيا خاصة بعد أن أعلنت كينيا سفيرة لها بالرباط وإعلان الرئيس الكيني أنه سيزور المملكة المغربية، وهو ما أصاب الدبلوماسية الجزائرية بالسعار”،  مؤكدا أن “الدبلوماسية المغربية تحقق نجاحات تلو نجاحات في مواجهة الإخفاقات التي تعرفها الجارة الجزائرية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x